يتميز نجوم كثر بتعدد المواهب، كأن يكون المغني شاعراً وملحناً، والملحن مغنياً وشاعراً، والشاعر مغنياً وملحناً وممثلاً، من دون أن يحققوا بالضرورة النجاح فيها كلها، ما يجعل هذه الخطوة في أحيان كثيرة ناقصة. هنا نسأل: لماذا يخوض الفنان مجالات فنية عدة وهل يضيّع هويته في محاولة الإمساك بها كلها؟ قدّم جوزف عطية في ألبومه الجديد (إلي شو بتعمل بالناس) أغنية (كل ما بشوفك) التي حملت توقيعه كتابة ولحناً، وهي التجربة الثانية بعد أغنية (غايب حبيب الروح) في ألبومه السابق (موهوم). لا يعتبر عطية أن الأغنيات التي تحمل توقيعه كاملة تكون أفضل من غيرها أو يؤديها بشكل أفضل، مشدداً على أنه يتعامل مع ملحنين وشعراء يتقنون مساحة صوته ويعطونه أغنيات تليق بقدراته الغنائية، يقول في حديث له: (لست ملحناً أو شاعراً، فالملحن قادر على إعطاء لحن كل دقيقة، والشاعر قادر على أن يكتب أغنية حينما يشاء. أعتمد على الإحساس فإذا شعرت بلحن أو كلمة أقدمهما). طاقات وقدرات عُرف زياد برجي بإحساسه المرهف في غنائه وبرومنسية ألحانه، وبدأ يشق طريقه في عالم التمثيل، فحقق نجاحاً في مسلسله الأول (غلطة عمري) ما شجعه على إعادة التجربة في مسلسل (حلوي وكذابي) الذي يعرض راهناً على شاشة (أم تي في). يؤكّد برجي أن دخول الفنان معترك الغناء، التلحين والتمثيل لا يفقده هويته بل قد يكتشف جوانب جديدة في موهبته تظهره أكثر نجاحاً وتألقاً. يضيف: (اتّسم عمالقة الفن الأصيل بمواهب متعددة وحققوا نجاحاً ما زال عالقاً في ذهن الجمهور)، إلا أنه يؤكد ضرورة ألا يتعدى الفنان على عمل قد يفشل فيه، أما إذا كان قادراً على الغناء والتلحين والتمثيل بإتقان مرهف، فلن يفقد هويته أبداً. يوضح برجي أنه مطرب في الدرجة الأولى وكل ما ينجزه من أعمال فنية بموازاة ذلك يكون استثماراً لطاقاته الفنية المتعددة. بدوره قدم سليم عساف أجمل الكلمات والألحان إلى: كارول سماحة، رامي عياش، رويدا عطية، نادر الأتات، أيمن زبيب، ملحم زين، نجوى كرم وغيرهم كثر... إلا أنه منذ عامين تقريباً أصدر أغنية (صرتي إلي) بصوته أهداها إلى عروسه ليلة زفافهما، فحققت نجاحاً واحتلت المراتب الأولى عبر الإذاعات اللبنانية وراجت في الحفلات والأعراس، ما دفع عسّاف إلى إصدار أغنية (لوّالي قلبي) التي اعتبرها غير موجهة إلى الحبيبين فحسب بل يمكن أن تكون لأم وابنها أو أب وابنه أو لصديقين... ورغم ردة الفعل الإيجابية من الجمهور والصحافة، إلا أن عسّاف يأبى تصنيف نفسه كمغنّ في هذه المرحلة، ويشير في حديث له إلى أنه لا يريد استباق الأمور ويعلن أنه سيحترف الغناء بشكل رسمي قبل التأكد من نجاحه وإمكان استمراره على أرض الواقع. لا يخشى عساف أن تؤثر هذه الخطوة على مسيرته كملحن وشاعر غنائي، مؤكداً أنه يغني الأغنية التي يشعر بها وتليق بصوته. حلم سينمائي (يجب الفصل بين نقولا الملحن ونقولا المطرب لأنهما يختلفان) يؤكد نقولا سعادة نخلة، موضحاً أن ليس كل ما يلحّنه يليق بصوته أو يستطيع غناءه. إلى ذلك، ثمة ألحان يحبّ الاستماع إليها بأصوات فنانين غيره، وكمطرب قد تليق به أغنية من كتابة آخرين وألحانهم وتوزيعهم. وعن خشيته من الوقوع في التكرار إذا اقتصر عمله على انتاجه الخاص، يقول: (طبعًا. عندما يغني فنان أغنية من عملي ستضيف إليه أمراً جديدًا ومختلفًا عن أي عمل آخر يقدمه. من جهة أخرى، إذا غنيت من أعمال فنان آخر قد تأخذني فكرته وألحانه إلى بعد آخر). لا يستبعد نخلة خوض مجال السينما كونها حلمه الأكبر لافتاً إلى أنه يحبها على الصعد كافة: التمثيل والإخراج والكتابة، ويضيف: (كنت أعمل على مشروع فيلم لبناني مصري منذ سنة ونصف السنة، لكنه توقف لظروف معينة، من ثم انصرفت إلى تحضير أعمالي الغنائية).