عالجت محكمة جنايات العاصمة، نهاية الأسبوع الماضي، ملف جريمة قتل اهتزّ لها مستشفى بن عكنون شهر ماي من سنة 2010، عندما أقدم شيخ في السبعينات من العمر على إزهاق روح زوجته بعدما وجّه لها سبع طعنات قاتلة بمصلحة الأعصاب انتقاما لخيانتها له مع مغترب. الجاني (ت. ل. علي) البالغ من العمر 77 سنة، اعترف بأنه أقدم بتاريخ 19 ماي من سنة 2010 على توجيه طعنات قاتلة لزوجته (74 سنة) بعدما شكّ في أنها تخونه، وأنها تزوّجت عرفيا بمغترب بعدما تفاقمت المشاكل بينهما وهجرته في الفراش لمدّة فاقت 10 سنوات، وأنه توجّه يوم الواقعة لزيارة ابنته المتواجدة بمصلحة الأعصاب بمستشفى بن عكنون فوجد زوجته التي اقتربت منه واستفزّته بعد أن بصقت عليه فلم يتوان في إخراج السكّين وطعنها إلى أن سقطت أرضا مغمى عليها ثمّ توجّه إلى الحمّام أين غسل يديه، وقبل مغادرته المستشفى سلّم السكّين للشرطي. كما صرّح المتّهم بأنه ارتكب فعلته بعدما وصلته معلومات بأن زوجته سافرت إلى سوق أهراس بالطائرة لعقد قرانها عرفيا مع مغترب وهو صديق مقرّب لزوج ابنته، موضّحا أن هذين الأخيرين رفقة ابنته هم من جرّوها إلى عالم الرذيلة، حيث حوّلت ابنتها وزوجها منزلها لممارسة الفاحشة، وأن الضحّية كانت تتردّد عليه وهناك تعرّفت على المغترب، مشيرا إلى أنه نادم على فعلته وأنه لم يكن ينوي قتلها غير أنها استفزّته باقترابها منه، حيث اعتاد أن تفصل بينهما مسافة لا تقلّ عن 20 مترا. المتّهم لم يخف أنه يعاني من عدّة أمراض مزمنة منها مرض عقلي (ذهان فصامي من نوع البارانويا)، ما جعله يفقد قواه العقلية يوم الواقعة، وهو ما أكّده تقرير الخبرة الذي أكّد أن هذا المرض هو انفصام للشخصية، وأن صاحبه يشكّل خطرا على عامّة النّاس. كما أن المتّهم كان في حالة جنون أثناء ارتكاب الجريمة، وأن الضحّية تلقّت سبع طعنات اثنان منها على مستوى الصدر والبطن سبّبتا لها نزيفا قويا كان السبب المباشر في الوفاة. ومن جهته، ابن الضحّية أكّد أن والده يعاني من مرض عقلي وسبق وأن هدّد والدته بالقتل بواسطة السكّين، وأنه كان يتوهّم أنها تخونه وأن حكاية المغترب لا أساس لها من الصحّة. غير أن ممثّل الحقّ العام التمس تسليط عقوبة الإعدام على المتّهم بعد أن أشار في مرافعته إلى أن نيّة القتل ثابثة، وهو ما يفسّر حمل الجاني لسكّين من الحجم الكبير أثناء توجّهه إلى المستشفى وإدراكه أنه سيلتقي بالضحّية، غير أن هيئة المحكمة وبعد المداولات القانونية قضت بتحويله على مصحّة للأمراض العقلية.