يُعاني سكان بلديات ولاية المسيلة، عند كل دخول اجتماعي من أزمة حادة في النقل، تصل تأثيراتها إلى قلب عاصمة الحضنة، وهذا في ظل نقص وسائل النقل العمومي والمدرسي، وتشهد بلديات الجهة الشرقية لولاية المسيلة أزمة نقل حادة نتجت عنها طوابير بشرية كبيرة دخلت في صراع مع الزمن للظفر بمقعد والتوجه إلى عاصمة الولاية. وكان طلبة جامعة محمد بوضياف أكبر المتضررين من هذه الأزمة حيث كانت الصورة موحدة من مقرة، برهوم، و أولاد عدي لقبالة إلى أولاد دراج أمواج بشرية مصطفةً على قارعة الطريق تنتظر حافلات النقل الجماعي التي تغادر البلديات المذكورة في ساعات مبكرة من كل صباح ولا تعود لنقل الأعداد الكبيرة من الطلبة الذين يفضلون التنقل في وضح النهار، وفي بلدية عين الخضراء الواقعة حوالي 65 كلم شرق الولاية، بتعداد السكاني قارب 12000 نسمة يضطر سكانها من طلبة وموظفين في غالب الأحيان إلى التنقل إلى بلدية برهوم قصد التنقل إلى قلب الولاية لقضاء حاجياتهم الإدارية وهذا على الرغم من توفر عدد حافلات النقل العمومي، وقد أكد الطلبة الجامعيون أنهم يعانون للوصول إلى المعاهد والجامعات التي يزاولون دراستهم بها، حيث يتجمع في ساعات الصباح الباكر حشودا كبيرة من طلبة وعمال وأساتذة يتدافعون على مركبات النقل التي تدخل المحطة بين الحين والآخر، بحكم أن إدارة الجامعة ألغت النقل الجامعي الخاص بالطلبة ما يجعل غالبيتهم يقضون ساعات طويلة بها. وبمدينة بوسعادة التي تبعد عن عاصمة الولاية ب 70 كلم يتكرر المشهد نفسه، أين يواجه كل صباح باكر الطلبة والأساتذة الجامعيين وبعض العمال الذين يزاولون عملهم بالولاية الأزمة نفسها في عدم إيجاد سيارات النقل الجماعي، وقد عبر لنا العديد من الطلبة الذين التقيناهم عن استيائهم من تفاقم الوضع عند كل دخول اجتماعي دون أن تكلف الجهات المعنية نفسها عناء التدخل خاصة البلديات التي يقع على عاتقها مد يد المساعدة للطبلة والطالبات بالإضافة إلى الموظفين العاملين بمختلف القطاعات بعاصمة الولاية، كما استاء الطلبة من الفوضى والازدحام الشديد أثناء وصول حافلات النقل التابعة للخواص والتي أصبحت -حسبهم- تتوقف في أماكن غير قانونية ويتعمد أصحابها المواقف الخاصة تجنبا للازدحام و رغبة منهم في إحداث البلبلة وهو ما لا تستطيع القيام به الفتيات، الوضعية الصعبة وغير اللائقة التي يعيشها إطارات المستقبل جعلتهم يناشدون والي الولاية ومدير النقل التدخل العاجل وفرض الانضباط و الاحترام على كل الناقلين وإجبارهم على العودة إلى البلديات المذكورة لنقلهم بدلا من بقائهم بعاصمة الولاية للقضاء على حالة الفوضى التي تسود قطاع النقل.