يشتكي مواطنو المسيلة من أزمة تنظيم شبكة النقل الحضري عبر شوارع المدينة وأزقتها، وهذا ما جعل الموطنين يقدمون على استعمال سيارات "الكلونديستان" رغم كونها مكلفة. ".. إبق في أي محطة في حدود الساعة الرابعة وسترى بأم عينك ما يحدث ".. هي عبارة لاقانا بها أحمد عامل يومي بالمسيلة لما سألناه عن وضعية النقل بالولاية إذ يجد العديد من المواطنين القاصدين محطات نقل المسافرين بالمسيلة صعوبة كبيرة في الوصول إلى مقر سكناهم خاصة العمال منهم، بسبب التوافد الكبير عليها في مثل هذه الساعات من جهة ونقص الحافلات من جهة أخرى التي فرض فيها الناقلون أوقات عملهم وقانونهم بهذه المحطات، مما خلق جوا من التوتر والاستياء في أوساط المسافرين الذين لم يجد الكثير منهم من سبيل سوى الاستنجاد بسيارات الأجرة، أو "الكلوندستان". والذين وجدوا فرصتهم من أجل فرض منطقهم ورفع أسعار أجرتهم إلى السقف خاصة وأن العديد من المسافرين لم يجدوا بديلا غير تلبية رغباتهم وتسيديد ما يطلبه أصحاب هذه السيارات الذين فرضوا منطقهم اللامعقول، فمظاهر الفوضى واللامبالاة باتت تطبع مختلف محطات النقل الحضري المنتشرة عبر عاصمة الحضنة والتي زادت حدتها خلال شهر رمضان المعظم، عادة ما يصنع ديكورها أصحاب حافلات النقل الذين لم يعد يهمهم تقديم الخدمة بالدرجة الأولى بقدر ما يهمهم الربح السريع، على حساب راحة ذالك العامل الذي يعود منهكا من يوم طويل وشاق .هذا وأبدى العديد من المواطنين الذي التقيناهم بمحطات النقل الحضري بالمسيلة في حدود الساعة السادسة الرابعة تذمرهم من أصحاب الحافلات الذين، لم يتقيدوا بجدول زمني معين وثابت خاص بأوقات الخدمة، والذي من شأنه أن يقلل من الازدحام ويخفف من الضغط الحاصل من طرف المسافرين على عربات النقل لاسيما في أوقات الدخول والخروج والتي تعرف توافد العديد من العمال والموظفين . فالجالس بمختلف المحطات الرئيسية بالمسيلة خلال هذه الأيام والتي تزامنت مع عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة يلاحظ الفوضى العارمة والازدحام الكبير على مختلف خطوط النقل لاسيما بعد الساعة الرابعة مساء إلى غاية السادسة مساء،خاصة وأن العديد من عربات النقل أصبحت تغادر المحطات في الساعات الأولى من المساء، دون أن تعود إليها، إذ أصبح من الصعب على المسافر في مثل هذه الأوقات افتكاك مكان يقف فيه ما بالك بمقعد يمكنه من العودة إلى بيته ولو متأخرا بنصف ساعة. هذا وقد أضحى تدني خدمات النقل بالمسيلة في الآونة الأخيرة عادة تشكل هاجسا يؤرق المواطنين الذين اضطرتهم ظروف العمل إلى استغلال حافلات النقل التي أصبح مالكوها يعملون بمزاجهم، وذلك في غياب بدائل إذا ما استثنيا أصحاب سيارة الأجرة الذين يغالون في الأسعار مما جعل المواطنين يناشدون مديرية النقل بالتدخل العاجل من أجل وضع حد لمثل هذه التجاوزات.