اغتنم وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية فرصة تواجده بولاية الجلفة أول أمس لتفقد مشروع مخطط إنجاز حي جامعي 2000 سرير للذكور، أين قام على إثرها بوضع حجر الأساس على المشروع الذي قال عنه أنه متقدم جدا على أن يستلم بداية الموسم الجامعي القادم، حيث استمع لشروحات وافية من طرف المشرف على إنجاز المشروع والذي رصد له غلاف مالي ما يقارب 95 مليار سنتيم في وقت أعلن أن الولاية ستستفيد من قطب جامعي جديد عن قريب. المشروع يتضمن ثمانية أجنحة إيواء، و250 سرير لكل جناح ومطعم مركزي بسعة 500 وجبة يوميا، وجناح للأنشطة الثقافية، إضافة إلى مشروع إنجاز 04 معاهد جديدة على مساحة قدرها 53 هكتارا، كما أكد أنّ نسبة الإيواء على مستوى ولاية الجلفة تقدر ب 40 بالمائة، مضيفا بأنّ عدد الأسِرة حسب الأرقام التي لديه تفوق 50 بالمائة من عدد الطلبة المقيمين، وهو ما يعني وجود فائض فيها، والدخول الجامعي لهذا الموسم سيكون على حد تعبيره مريحا، موضحا في السيّاق ذاته أنّ المشاريع المنجزة والمبرمجة ستسمح بتوسيع هياكل الاستقبال البيداغوجي والخدماتي، وبعد زيارة قادته إلى عدة مخابر بيداغوجية بكليتي الآداب واللغات وكذا البيولوجيا استمع وزير التعليم العالي والبحث العلمي لشروحات وافية من طرف رئيس الجامعة (شكري علي) الذي قدّم من خلالها حصيلة حول الدخول الجامعي الحالي، كما تعرف الوزير من خلالها على عمل المخابر التي جهزّت بأحدث الوسائل التقنية التي يستعملها الطلبة أثناء عملهم الميداني، واستهل حراوبية والوفد المرافق له زيارته لجامعة زيان عاشور بالجلفة التي تندرج في إطار المعاينة الميدانية لظروف انطلاق الموسم الجامعي الجديد بتفقد قاعة المحاضرات التي تتسع ل 600 مقعد و التي قام على إثرها بتدشينها، أين أعجب بالهندسة المعمارية والمساحات المخصّصة للطلبة في المشاريع التي تمّ عرضها، وقد أكد الأستاذ الدكتور "شكري علي" في حديثه ل (أخبار اليوم) أنّ هذه القاعة حملت اسم مدير الدارسات السابق الدكتور (محمد سايحي) رحمه الله، مشيرا أنها أصبحت جاهزة للاجتماعات لمساعدة الأساتذة والطلبة على البحث العلمي، وكشف من جهته رئيس الجامعة أنّ تجربة القاعة مع عديد الجامعات الجزائرية والأجنبية كلّلت بالنجاح، حيث كان الأمر من خلال التواصل مع إحدى الجامعات الأجنبية وتقديم محاضرة مباشرة. وحول وضعية قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بالجلفة، أبدى حراوبية ارتياحه لجملة المشاريع المنجزة أو التي هي في طور الإنجاز، مشيرا إلى أنّ الدخول الجامعي الحالي بجامعة الجلفة تمّ في ظروف حسنة بفضل التغطية الشاملة لجميع الاحتياجات البيداغوجية و الاجتماعية، وفي هذه الصدّد أثنى الوزير على المجهودات المبذولة من طرف والي الولاية ورئيس الجامعة، وكذا حظه لتواجده مع نخبة من خيرة هذا الوطن تعمل من أجل النهوض بالجامعة، داعيا المحيط لإعطاء ولو وقت بسيط للإطلاع على المسار الجامعي، و أضاف حراوبية من جهته أنّ جامعة زيان عاشور بالجلفة اليوم أصبحت طاقة استيعابها تفوق 20 ألف مقعد بيداغوجي وأزيد من 30 ألف طالب جامعي، مشيرا في سياق حديثة أنّ الجامعة عرفت تحولا نوعيا وتطورا ملحوظا سواء كان من حيث الجانب الهيكلي أو ما تعلق بالجانب الاجتماعي من خلال الاعتناء بالأساتذة والطلبة، مبرزا في ذلك الدعم والإسهام الذي تقدمه المنظومة الفرعية للخدمات الجامعية لمنظومة التعليم العالي لتمكين الطالب من مزاولة دروسه في أحسن الظروف دون أدنى انشغال، كما أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي أنه سيتم إنشاء قطب جامعي جديد بالولاية لاستقبال 8 آلاف مقعد بيداغوجي سيتدعم بها القطاع، مشيرا أنّ هذا المشروع يندرج في إطار إستراتيجية وضعتها وزارته ترمي إلى توسيع هياكل الاستقبال البيداغوجي والخدماتي وتوفير التجهيزات والوسائل التعليمية ودعم قدرات التأطير، وكذا تعزيز فضاءات البحث، كما ذكر حراوبية أنّ تدعيم قطاعه بولاية الجلفة بمثل هذه المنشآت الهامة من شأنه أن يضمن ظروفا جيدة للطلبة ويحسن من تحصيلهم العلمي و المعرفي، خاصة مع استلام الولاية للمشاريع التي حظيت بها. للإشارة فإن الوزير حراوبية ذكر في نفس السيّاق على هامش زيارة عمل و تفقد لهذه الولاية بما تمّ الاتفاق عليه في الندوة الوطنية للتعليم العالي التي من بين ما أوصت به الحفاظ على النظامين، قائلا (أنه يفسح المجال لبعض طلبة خريجي النظام الكلاسيكي بالمشاركة في الماستر)، مؤكدا أنّ دائرته الوزارية قامت بمضاعفة عدد مناصب التكوين المفتوحة فيما بعد التدرج، حيث قامت بفتح 1500 منصب تكوين جديد في الماجستير خلال سنة 2010، ليرتفع العدد سنة 2011 إلى 6 آلاف منصب، وهو نفس العدد الذي تمّ فتحه سنة 2012، مشيرا أنه سوف يعطي الفرصة لآخر دفعة في النظام الكلاسيكي للمشاركة في الماجيستير، وفيما يخص خريجي النظام الجديد فقد اعتبر الوزير أنه يخضع لمجموعة المقاييس، وشروط أخرى تحدّدها النصوص التنظيمية، مشيرا في السيّاق ذاته إلى فتح العدد الكافي في حال وجود التأطير وإمكانية استيعاب المؤسسة الجامعية، كاشفا بذلك على أنّ الطالب الجامعي بإمكانه أن يشارك عبر مختلف جامعات ولايات الوطن، و في سيّاق متصل أكد المسؤول الأول بالقطاع أنّ خريجي نظام (LMD) لهم الأولوية في المشاركة في شهادة الماستر بالتوازي مع النظام الكلاسيكي.