أعرب السفير محمد أحمد طيب، مدير عام فرع وزارة الخارجية السعودية بمنطقة مكةالمكرمة، عن قناعته بأن الإعلام الغربي يتحمل مسئولية إشعال روح العداء ضد المسلمين، من خلال العديد من المقالات والأعمال المسيئة، والمشوِّهة للإسلام، وانعكاسات ذلك على الجاليات المسلمة في العديد من الدول الغربية. واستشهد السفير السعودي بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة في الدنمارك، وما تبعها مثل الفيلم المسيء وغيرها من الرسوم التي نشرت في صحف فرنسية. واستعرض أحمد طيب في ندوة عقدت الإثنين بمقر منظمة التعاون الإسلامي بجدة، تحت عنوان (الأعمال المسيئة للإسلام: أبعاد الصدام وآفاق التعايش بين الإسلام والغرب)، الجذور التاريخية لظاهرة الإسلاموفوبيا، من أبرزها ما وصفه بالتنافس بين الشرق والغرب، وما شاب ذلك من حروب تاريخية. وقال طيب: (لابد من الإشارة إلى البعد الثالث في نشوء القضية الفلسطينية، بدءًا بإعطاء وطن قومي لليهود على الأرض التاريخية لفلسطين، ومرورًا بتبعات هذه القضية حتى الوقت الراهن). وشدد على أن أي حل جذري لظاهرة الإسلاموفوبيا لا يمكن أن يتأتى من دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، من شأنه أن يُنهي جذور الخلاف بين الحضارتين. وتطرق المُحاضر السعودي إلى البعد العلماني، والموقف المسبَّق الذي تتخذه الدول الغربية من فكرة الدين على خلفية طغيان الكنيسة على السلطة في العصور الوسطى في أوروبا، وما خلَّفه ذلك من موقف سلبي اتجاه الدين، الأمر الذي انعكس على بقية الأديان في العالم. وقال: (العالم الغربي لم يصل بعد إلى فهم حقيقي للدين الإسلامي، والاختلافات الجوهرية التي تنأى به عن الاتهامات التقليدية للمسيحية في عصور ما قبل التنوير في أوروبا. وفي الوقت نفسه، حمَّل السفير السعودي على بعض الحركات الإسلامية التي اتخذت من العداء للغرب شعارًا لها، وهو ما انعكس بصورة سلبية على الصورة العامة للمسلمين، وشرع الباب واسعًا ل(التعميم) على المسلمين، وفق قناعات واجتهادات هذه الحركات التي تعد محل نقد كبير في المجتمعات المسلمة.