افتتح النقاش بجامعة فالمة حول مسألة الخوف العالمي من الإسلام باحتضانها بداية من يوم أمس الأحد أشغال الملتقى الوطني حول ظاهرة الإسلاموفوبيا في واقع السياسة العالمية بمشاركة أساتذة وباحثين في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من عدّة جامعات جزائرية· يهدف هذا الملتقى المنظّم من طرف قسم العلوم السياسية لجامعة فالمة بقاعة المحاضرات للقطب الجامعي هيليوبوليس إلى التعريف بظاهرة الإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام وعرض القراءات الأكاديمية لأسباب تناميها والإشكالات المرتبطة بها في العالم الغربي، وكذا التنبيه إلى حجم ما تواجهه الجاليات المسلمة من تضييق على حرّياتها الشخصية واستشراف البدائل الممكنة لاحتواء الظاهرة، حسب ما أشار إليه عضو لجنة التنظيم الأستاذ سليم حميداني· وسيحاول المشاركون في هذا اللّقاء الأكاديمي على مدار يومين البحث في إشكالية تتعلّق بكيفية التعامل مع الحساسية والخوف من الإسلام التي نشأت لدى الغرب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، والتي تحوّلت فيما بعد إلى عدائية ترجمت في كثير من الأحيان في صور عنف وتعدّي على حرّيات المسلمين المقيمين بالدول الغربية· وستنصب كلّ المحاضرات المقدّمة حول أربعة محاور تتعلّق بمفهوم الإسلاموفوبيا وخلفياتها التاريخية والإدراك السياسي للظاهرة وتنامي ظاهرة ما بعد أحداث 11 سبتمبر وانعكاسها على السياسة الخارجية الأمريكية، وكذا دراسة وتقديم نماذج لمظاهر العداء ضد الإسلام في الواقع العالمي من خلال عرض ما تعلّق بالرسومات المسيئة للرسول محمد صلّى اللّه عليه وسلّم بالدانمارك وقضية حظر المآذن في سويسرا وحظر النقاب بفرنسا· وعقب الافتتاح الرّسمي لهذا الملتقى من طرف رئيس جامعة 8 ماي 1945 الدكتور محمد نمامشة تمّ الشروع مباشرة في تقديم ما يفوق ال 20 مداخلة من طرف الأساتذة القادمين من عشر جامعات من الوطن تمثّل الجزائر العاصمة، بومرداس، تلمسان والشلف، إضافة إلى قسنطينة، باتنة، عنابة، سكيكدة، جيجل وفالمة· ومن جهتها، اعتبرت الدكتورة دلال بحري من جامعة باتنة خلال تقديمها للمداخلة الافتتاحية بعنوان نحو قراءة ديناميكية لظاهرة الإسلاموفوبيا بين الخطاب السياسي والإعلامي بأن مفهوم الفوبيا مستمدّ من طبّ الأمراض العقلية والنّفسية كتعبير عن مختلف الاضطرابات الإدراكية مرجعة شيوع مصطلح الإسلاموفوبيا في الغرب إلى تنامي النّظرة السلبية الاختزالية المجحفة في حقّ المسلمين· وركّزت في هذا السّياق على مختلف الأسباب الكامنة وراء نشأة الظاهرة، والتي تتنوّ حسبها بين الجوانب التاريخية ممثّلة في الفتوحات الإسلامية في بلاد الرّوم بداية من معركة اليرموك سنة 16 هجرية، والتي قال بعدها هرقل عظيم الروم: السلام عليك يا سوريا سلاما لا لقاء بعده ونعم البلد أنت للعدو وليس للصديق ولا يدخلك رومي بعد الآن إلاّ خائفا، ووصولا تضيف المتدخّلة إلى فتح الأندلس سنة 91 هجرية ومعركة بلاط الشهداء (لابواتيه) على بوابات باريس بفرنسا سنة 114 هجرية وفتح القسطنطينية على يد العثمانيين سنة 857 هجرية· وبالإضافة إلى ذلك، ذكّرت الدكتورة ببعض الأسباب الأخرى المتعلّقة بالظاهرة كالجهل بالإسلام وتضارب المصالح واختلاف المنطلقات القيمية بين المجتمعات الغربية والإسلامية، وكذا الخلط بين الدين الإسلامي وواقع المسلمين في جوانبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية·