كشفت الحركة العربية الأزوادية الناشطة في الشمال المالي والداعمة لحق الشعب الأزوادي في تقرير مصيره أنها ستحارب أي تدخل عسكري أجنبي غير مدروس في المنطقة، مشددة على ضرورة التنسيق مع أهل أزواد للتخطيط لهذا التدخل، يأتي هذا في وقت يستمر فيه الجدال بين القوى الدولية الفاعلة حول تجسيد الخيار العسكري في انتظار تفويض نهائي من هيئة الأممالمتحدة وسط تمسك جزائري بالحل السياسي الذي يلزم الأطراف المتنازعة بالتفاوض من أجل الخروج بحل سلمي ينهي الأزمة المالية التي تستمر منذ حوالي ثمانية أشهر. لا تزال الأزمة المالية محل نقاش وجدل دولي للخروج بحل نهائي يعيد الأمن والاستقرار إلى المنطقة، ففي الوقت الذي تسعى فيه المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا مدعومة بفرنسا إلى الحصول على تفويض من هيئة الأممالمتحدة لنشر قوة عسكرية قوامها 3300 جندي على الأراضي المالية، أبدت دول الجوار رفضها للحل العسكري حيث أعربت الجزائر مرارا عن رفضها لأي تدخل أجنبي على الأراضي المالية مصرة بذلك على التمسك بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة بالرغم من أن موقفها الذي اعتبره كثير من المتتبعين ثابتا قد عرف تذبذبا في بعض الأحيان لاسيما بعد دعمها لفكرة محاربة الإرهاب على الأراضي المالية، كما أعرب الرئيس الموريتاني مؤخرا عن رفضه للخيار العسكري، مؤكدا في تصريح له أنه لا ينصح (بالحرب في شمال مالي قبل استنفاد كافة السبل)، وهو ما قد يعقد الأمور أكثر في منطقة الساحل لاسيما بعد قرار القوى الفاعلة في المنطقة عدم المشاركة في التدخل المرتقب خلال الأشهر القليلة القادمة، ورفض الحركات الداعية إلى استقلال إقليم الأزواد عن مالي لأي تدخل أجنبي قد يقف في وجه أهدافها الانفصالية. ونقلت وكالة الأنباء الموريتانية (صحراء ميديا) بهذا الصدد أن الحركة العربية الأزوادية قد أعلنت رفضها لأي تدخل أجنبي غير مدروس، مؤكدة أنها ستقف في وجه أي تدخل عسكري (غير مدروس)، وأكد مسؤول العلاقات الخارجية للحركة مولود رمضان في تصريح لها لوكالة الأنباء (صحراء ميديا) أن (الحركة العربية الأزوادية ضد أي تدخل عسكري غير مدروس سابقا في إقليم أزواد)، معتبرا جهود بعض الدول لنشر قوات عسكرية في المنطقة (مؤامرة دولية على الشعب الأزوادي من أجل إرجاع الجيش المالي ليرتكب مجازر في سكان الإقليم)، مضيفا أن الحركة لا تعارض أي (تدخل عسكري يستهدف الإرهاب، لأنها أول من وقف ضد هذه المجموعات الإرهابية) -على حد قوله-، وشدد رمضان في ذات التصريح على ضرورة التنسيق مع أهل أزواد قبل أي تدخل أجنبي وقال في هذا الإطار (ستحارب أي تدخل عسكري غير مدروس ويسبقه تنسيق مع أهل أزواد)، وأضاف في حديثه على المفاوضات الجارية بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد وجماعة أنصار الدين والحكومة المالية منذ أسابيع في واغادوغو تحت إشراف رئيس بوركينافاسو بلييز كومباوري أن الحركة العربية الأزوادية (تمثل 40 بالمائة من الشعب الأزوادي وأي حل أو تفاوض بدونها لا قيمة ولا أهمية له)، وهو ما ينذر بتأزم الأوضاع في مالي أكثر لاسيما بعد سيطرة جماعات مسلحة على المنطقة الشمالية واختلاف أهداف الحركات المطالبة بالانفصال وتكوين دولة أزواد المستقلة عن التراب المالي. للإشارة، فإن المختصين حذروا كثيرا من تأثيرات الوضع المالي على دول الجوار لاسيما بعد حصول التدخل العسكري المرتقب الذي سيدفع بالجماعات المسلحة إلى التسرب عبر الحدود إلى دول مجاورة كالجزائر وموريتانيا.