قالت الحركة الوطنية لتحرير أزواد أنها لا يمكن أن تكون مصدر قلق لدول الجوار، وتقصد بالدرجة الأولى الجزائر المتوجسة من التحالف بين الحركة وأنصار الدين المقربة من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، واستغربت الحركة ما أسمته »محاولات الخلط بينها وبين تنظيم القاعدة«، مؤكدة رفضها للتدخل الأجنبي في المنطقة. أعلنت حركة تحرير أزواد في بيان نشرته على موقعها على شبكة الأنترنيت، عن حرصها على أن لا تكون »أزواد« مصدر قلق لدول الجوار، ورفضها لأي سلوك يسيء إلى أزواد وأهله، وعبرت الحركة عن استغرابها لما جاء في بعض التصريحات والتقارير الإعلامية مما أسمته محاولة الخلط المقصود بين أبناء الشعب الأزوادي وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، مضيفة أن الحركة تلتزم بنهجها السياسي المتمثل في تمسكها »باستقلال أزواد كحل نهائي للصراع بين إقليم أزواد وجمهورية مالي وعامل للاستقرار في المنطقة«. وأكد البيان أن الاتفاق المبدئي الموقع بين حركة تحرير أزواد وجماعة أنصار الدين لا يزال موضوع دراسة، وستشكل لجنة لمتابعته ومراجعة النقاط العالقة فيه، مشيرا إلى أن الحركة ستشكل مجلسا مؤقتا لتسيير شؤون البلاد في المرحلة المقبلة، وسيعمل المجلس على تشكيل حكومة إجماع وطني، وعبرت الحركة عن رفضها التدخل الأجنبي في الشأن الأزوادي. ويشير هذا الرد صراحة إلى سعي الحركة من أجل طمأنة دول الجوار، وبدرجة أكبر الجزائر، خاصة بعد الاتفاق المبرم بين حركة تحرير أزواد وحركة أنصار الدين الترقية في 26 ماي، والذي يقضي بانصهار الحركتين في تنظيم واحد، والشروع في تطبيق الشريعة الإسلامية، وإقامة »دولة إسلامية« في شمال مالي، وحتى وإن حرصت الحركة على توجيه رسائل إيجابية إلى دول الجوار فيما يتعلق بمعارضتها لأي تدخل أجنبي، فإن الواقع يبين بأن السياسة المعتمدة من قبل حركة تحرير أزواد والتنظيمات »الجهادية المرتبطة بها سوف يؤدي حتما إلى تدخل أجنبي غير مسبوق ليس بشمال مالي فحسب وإنما في كل منطقة الساحل الصحراوي. وتشير العديد من التحاليل بان أجهزة استخبارات غربية وخصوصا الفرنسية منها تسعى من أجل حمل حركة تحرير أزواد على تبني خيارات راديكالية والتعاطي ايجابيا مع الحركات الجهادية المرتبطة بالقاعدة، خصوصا حركة أنصار الدين المعروفة بقربها من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، فالإعلان عن »دولة إسلامية« بشمال مالي سوف يؤدي إلى »أفغنة« المنطقة، ويؤدي أيضا إلى إعطاء الفرصة للقوى الأجنبية للتدخل في المنطقة باسم محاربة القاعدة وفروعها المختلفة التي أصبحت تمثل خطرا على أمن واستقرار دول الساحل الصحراوي.