تعد رخصة السياقة في الوقت الحالي أكثر من ضرورية بالنسبة للرجل والمرأة بحيث يتسارع الكل إلى أخذ دروس تكوين للتحصل على الرخصة، إلا أنه ونحن في الألفية الثالثة هناك من الرجال من لازالوا يلتزمون بأفكار بدائية وراحوا إلى منع زوجاتهم من التكوين في القيادة، بحيث يرون أنها سبيل للبحث عن الاستقلالية وتحرر المرأة والخروج عن سلطة الرجل. وراح الكثيرون إلى منع زوجاتهم من تعلم القيادة على الرغم من تلهف بعض النسوة على التكوين في هذا المجال، فمعطيات الحياة الراهنة تفرض علينا تعلم كل الأشياء بأبسط جزئياتها، فأي شهادة أو رخصة هي سلاح بيد المرأة تستعمله وقت الحاجة. لكن إن نظرنا إلى الواقع نجده لا يعكس ذلك خاصة وأن بعض الرجال لازالوا ينظرون أن مكان المرأة الحقيقي هو بالمنزل أو بصورة أدق مكانها الطبيعي المطبخ، فالسلطة عامة هي في يد الرجل حسب أعراف مجتمعنا وتقاليده، وهناك من يستعملها بغير وجه حق إلى حد المساس بحقوق المرأة على غرار منعها من العمل والخروج، والحكم عليها بالسجن مدى الحياة. وهناك من حرّم وفق قناعته الشخصية رخصة السياقة عن المرأة بحكم أنها تدفعها إلى التحرر والخروج متى شاءت من دون الاعتماد على زوجها، فالبعض من الرجال يحصرون سلبيات الشيء قبل إيجابياته مما أدى بهم إلى اتحاد تلك القرارات العشوائية التي فيها مساس بحقوق المرأة. في هذا الصدد اقتربنا من بعض النسوة من أجل رصد آرائهن فصادفنا عينات عانت من نفس المشكل، منهن السيدة وردة التي تهوى كثيرا قيادة السيارات، وعلى الرغم من ترجيها لزوجها في كل مرة من أجل السماح لها بأخذ دروس يمتنع عن ذلك بدعوى أن نساء العائلة لا يقدن السيارة، وهي حكر على الرجال في عائلته، بحيث ينظر حسبهم إلى المرأة التي تقود السيارة أنها مسترجلة ومتحررة وأنها خرجت عن طوع الرجل وانفلتت من قبضته، لكنها رغم ذلك احترمت رأيه فهو في الأول والأخير زوجها وأب أبنائها ولا يرقى ذلك السبب إلى حد خراب بيتها وتشتيت أطفالها. نفس ما بينته سيدة أخرى التي قالت إن زوجها منعها من تعلم القيادة والسبب هو ما يراه من مضايقات تتعرض لها النسوة أثناء قيادة السيارات على مستوى الطرقات، بحيث هناك بعض الأصناف من يذهبون إلى سبها وشتمها وحتى محاولة ضرب النسوة بدل احترامهن. من جانب آخر التقينا بعينات على مستوى مدارس السياقة ولجنا تلك المدارس بدفع من أزواجهن الذين يناصرون تعلم المرأة للقيادة لاستعمالها وقت الحاجة إليها، منهن السيدة ليلى التي قالت إن زوجها هو من أجبرها على تعلم القيادة وحفظ الدرس من حادثة وقعت لهم، إذ بعد تعرضه إلى وعكة صحية ألزمته الفراش لم يجد من يأخذه إلى المستشفى وراحت زوجته إلى ترجي بعض معارفها لأخذه إلى المستشفى بسياراتهم الخاصة، ومباشرة بعد شفائه أمرها بأخذ دروس في القيادة للانتفاع بها وقت الحاجة إليها. ارتأينا أخذ رأي الرجال ونظرتهم إلى المرأة التي تقود السيارة فتباينت آراؤهم بين مؤيد ورافض، منهم كمال الذي رأى أن المرأة اقتحمت أغلب المجالات التي تصعب على الرجل وقيادة السيارة هي نقطة في بحر، كما أنه لا يمانع تعلم المرأة لقيادة السيارة والاستعانة بها وقت الحاجة، فأي حرفة يتعلمها المرء منا تنفعه للزمن. أما رضوان فرأى أنه يمتنع عن ذلك خاصة وأن من النسوة المتهورات من يجعلنها مطية للتحرر والخروج وقت ما شئن مثلهن مثل الرجال، وفي ختام الموضوع نخلص إلى القول أن لا مانع من قيادة المرأة للسيارة ووجب عدم تقديم السلبيات على الإيجابيات الجمة التي تحويها الخطوة كون أن المرأة تبقى السند للرجل وهي نصف الأسرة، بحيث لها قسط كبير في بنائها وتسيير شؤونها وأي شيء تعلمته المرأة في مختلف الميادين سيفيدها في المستقبل القريب مع أسرتها.