بمجرد أن يحرك بعض الرجال محركات سياراتهم ويندمجون مع غيرهم من السائقين في الطريق، حتى تبدأ سلسلة الانتقادات التي تصل أحيانا إلى عبارات السب والشتم، بفعل العصبية التي قد يكون وراءها الازدحام في الطريق أو تأخر السائق عن عمله.. وغالبا ما يتهم هؤلاء الآخرين بعدم إجادة السياقة وعدم احترام قوانين المرور، وكأنهم الوحيدون الذين يتحكمون جيدا في مركباتهم. ومثلهم تثور ثائرتهم، خصوصا إذا كان من يقود المركبة "امرأة"، فتجدهم إذا حدث أي تعارض مع إحداهن يتصرفون بطريقة عنيفة قد تصل إلى الرغبة في الخروج من السيارة للذهاب إليها وتلقينها درسا في السياقة، من منطلق أن السيارة لم تصنع لتقودها امرأة! والأمثلة كثيرة ومتنوعة عن مثل هذه التصرفات التي يحدثنا عنها بعض الرجال الحانقين على "تجرؤ المرأة في الإمساك بمقود السيارة" يقول (ي. ع) ذو 33سنة "عندما أكون خلف مقود سيارتي فإني ودون أن أفكر مطلقا اعرف من يقود السيارة قبلي، لان قيادة المرأة تختلف عن قيادة الرجل إذ تجد المرأة إذا أرادت أن توقف سيارتها في مكان ما، فإنها تستغرق وقتا طويلا وقد تعجز بعد عدة محاولات عن إيقافها في المكان المطلوب مخلفة وراءها صفا طويلا من السيارات التي تنتظر المرور .. وهذا في حد ذاته يثير الغضب والقلق والتوتر خاصة إذا كان من خلفها مستعجلا، ناهيك على أنه من منطلق أنها امرأة تعتقد أن لها الحق في استعمال الطريق حتى ولو لم تكن لديها الأولوية، أي أنها تستعمل أنوثتها كوسيلة حتى يمنح لها الرجل السائق الحق في المرور وهذا خطأ بل ومخالف لقانون المرور". أما (ب. ع) 55سنة، فيتحدث عن هذا الموضوع قائلا "بحكم عملي كسائق واحتكاكي بالنساء العاملات اللواتي يملكن سيارات، فإنني أجزم أنهن لا يعرفن أبدا التعامل مع المركبة التي تتطلب إلى جانب التعلم، المهارة والسرعة في التعامل مع المواقف التي قد تطرأ فجأة". وهذا كما يؤكد محدثنا "قليل فقط من النساء يجدنه"، ويضرب في ذلك مثلا عن عجز النساء ركن السيارة ويقول "اغلب النساء لا يجدن ركن السيارة خاصة إذا كان المكان ضيقا، وكل ما تفعله المرأة هو النزول من السيارة و البحث عن من يقوم بالمهمة بدلا عنها، وهذا دليل قاطع على افتقاد اغلب النساء للمهارة اللازمة للقيادة وهو ما يجعلها محط انتقاد وسب وحتى شتم". ومثل محدثنا السابق، يرى محمد، أن شتم المرأة أمر عاد باعتبارها تستحق هذا الشتم نظير جهلها لأبجديات القيادة. ويشير محمد إلى أن المرأة التي تستعمل السيارة في اغلب الأحيان إن لم نقل كلها، لا تعرف قراءة إشارات المرور أو تخطئ في فهمها. ويقول "نجدها تدخل مثلا إلى طريق يمنع فيه السير في ذلك الاتجاه فتخلف بذلك فوضى في حركة السير أو توقف سيارتها في المكان الممنوع رغم وجود إشارة تمنع ركن السيارة، وغيرها كثير وكثير من المخالفات التي ترتكبها المرأة يوميا"... ويضيف محدثنا "بالنسبة لي اعتقد أن ما يجعل المرأة تكثر من الأخطاء ويجعلها محل الانتقاد، هو الخوف من جهة عند استعمالها للطريق فتجدها تكثر من الأخطاء عند المبالغة في الحذر من كل ما يحيط بها والذي يوقعها في حالة توتر دائم يفقدها تركيزها، والذي بدوره يعرقل حركة السير إلى جانب عدم تحكمها في تقنيات السياقة، إذ أن أخذ الدروس لدى مدرسة تعلم السياقة لا يكفي وحده حتى يحسن الشخص استعمال الطريق وتجنب النقد اللاذع من الغير". مشيرا إلى انه وبصفة شخصية يتوتر كثيرا "إذا وجد أن من يقود السيارة إلى جانبه أو قبله امرأة ويحاول تجاوزها". هي آراء تؤكد الرفض الكبير لبعض الرجال لسياقة المرأة للسيارة لكنها تبقى جزءا من الموقف العام للرجال من هذه المسألة التي يراها البعض الآخر أمرا ايجابيا، بل أن من الرجال من يشجع المرأة سواء كانت ابنته أو أخته أو زوجته على السياقة ويدفعونها دفعا إلى اقتناء سيارة.