"كاميليا شحاتة" سيدة مصرية ابتلاها الله بأن قدّر لها أن تكون زوجة لأحد القساوسة، وحين هداها إلى سواء السبيل فاعتنقت الدين الإسلامي عن قناعة، قامت الدنيا في مصر ولم تقعد، وشعرت المؤسسة الكنسية المصرية أن زلزالا عنيفا قد ضربها، إذ كيف يُعقل أن تُسلم زوجة قس يُفترض أن تساهم في نشر المسيحية؟ ولم يتأخر رد فعل الكنيسة طويلا، حيث أكدت مصادر إعلامية مصرية موثوقة أن ضغوطا شديدة مارستها المؤسسة الكنسية على كاميليا لإجبارها على الردة عن الإسلام والعودة إلى المسيحية، وهي الضغوط التي بلغت حد خطف السيدة المسكينة في ظروف غامضة، ورغم أن ما حصل قد حصل في دولة يدين أغلب سكانها بالإسلام، إلا أننا لم نسمع ردود أفعال في المستوى، فما عدا بعض الاحتجاجات التي يمكن وصفها بالمحتشمة وبعض المقالات الصحفية المنددة، ظلت قضية المسلمة كاميليا المختطفة من طرف الكنيسة المصرية خارج دائرة اهتمامات المصريين خاصة والمسلمين عامة، وكأن خطف امرأة مسلمة، ذنبها أنها تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله أمر بسيط لا يستحق الاهتمام، فالشيء الوحيد الذي يستحق اهتمام المسلمين هذه الأيام في مصر وغير مصر هو كرة القدم ومصير الأهلي في رابطة أبطال إفريقيا! تصوروا قصة السيدة كاميليا بالمقلوب.. ماذا لو أن سيدة مسلمة ارتدت عن الإسلام واعتنقت المسيحية، ثم حاصرتها ضغوط المؤسسة المسجدية وتم اختطافها في ظروف غامضة لحملها على ترك المسيحية والعودة إلى الإسلام؟ طبعا الأكيد أن العالم كله سيصبح لا حديث له إلا هذه المسيحية المضطهدة وسينتفض المسيحيون في كل مكان لإنقاذها ويهب الفاتيكان لنجدتها وتتصدر صورها مختلف كبريات صحف العالم.. وسبب هذه المفارقة لا يعود لكون الديانة المسيحية أحرص على حياة وحرية معتنقيها من الإسلام، وإنما لكون مسلمي آخر زمن أصبحوا أعجز من ينقذوا امرأة واحدة من قبضة بضعة رجال دين مسيحيين.. ومع ذلك مازلنا نطمع ونأمل ونود وندعو أن تنتفض أمة الإسلام لإنقاذ المسلمة كاميليا..