قالت الحكومة المقالة التي تديرها حركة (حماس) في غزّة أمس الأحد إنها تتواصل مع مصر بشأن خروق إسرائيل لاتّفاق التهدئة، معلنة في الوقت ذاته الاتّفاق على تسهيلات جديدة للقطاع. قال يوسف زرقة المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقالة للصحفيين في غزّة إن حكومته تضع القيادة المصرية، راعية اتفاق التهدئة، في صورة كلّ الخروق الإسرائيلية. وذكر رزقة أن حكومته تنظر بقلق إلى هذه الخروق وهي ترفضها وتستنكرها وتوثقها، وفي نفس الوقت تتواصل مع القيادة المصرية لوضعها في صورة ما يجري في الميدان، واعتبر أن الخروق التي حدثت (لم يكن لها أيّ مبرّرات حقيقية في الميدان، أي أنها اعتداء من طرف واحد بدون مبرّر، الأمر الذي يُزعج فصائل المقاومة الفلسطينية). وحثّ رزقة سكان قطاع غزّة على (أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر من غدر الاحتلال). واستشهد فلسطينيان وأصيب نحو 35 آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي على اطراف المناطق الحدودية لقطاع غزّة، فيما اعتقلت البحرية الإسرائيلية 12 صيّادا منذ إعلان مصر عن اتّفاق لوقف إطلاق النّار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في 21 من الشهر الماضي. وأنهى الاتّفاق ثمانية أيّام من هجوم إسرائيلي عنيف على قطاع غزّة ردّت عليه الفصائل الفلسطينية بإطلاق مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل، ما أدّى إلى استشهاد 177 فلسطيني وستّة إسرائيليين. في هذه الأثناء أعلن زياد الظاظا نائب رئيس حكومة (حماس) الاتّفاق مع السلطات المصرية على تسهيلات جديدة لقطاع غزّة ضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النّار. وقال الظاظا الذي ترأس وفدا من الحكومة المقالة إلى مصر لبحث متابعة تنفيذ الاتّفاق، لإذاعة محلّية في غزّة إنه جرى الاتّفاق على إدخال جميع مواد البناء إلى غزّة عبر إسرائيل، وذكر أن مواد البناء سيتمّ إدخالُها من خلال التجّار المحلّيين وليس عبر المؤسسات الدولية وذلك للمرّة الأولى منذ فرض إسرائيل حصارها المشدّد على غزّة منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة (حماس) على الأوضاع فيه، وأشار إلى أنه تمَّ كذلك الاتّفاق على تصدير جميع أنواع المركبات من إسرائيل إلى قطاع غزّة بما فيها المعدات الثقيلة اللاّزمة لأعمار القطاع والمعدّات الخاصّة بمشاريع البني التحتية مثل الصرف الصحّي والمياه، وأضاف أنه تمّ الاتّفاق كذلك على السماح بتصدير كافّة أنواع المنتجات الزراعية إلى جانب الملابس والأثاث من قطاع غزّة إلى العالم الخارجي من خلال إسرائيل، وذكر أن لقاءات أخرى مع المسؤولين المصريين ستُجرى قريبا لمتابعة تنفيذ باقي بنود اتّفاق وقف إطلاق النّار بما في ذلك إدخال المزيد من التسهيلات على معبر رفح. ميدانيا، أصيب أربعة فلسطينيين بجروح فجر أمس الأحد بشظايا قذيفة أطلقتها دبابات إسرائيلية متمركزة على الشريط الحدودي شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزّة صوب منازل المواطنين شرق المدينة. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن أربعة مواطنين من عائلة واحدة أصيبوا بشظايا قذيفة أطلقتها دبابات الاحتلال وسقطت بالقرب منهم وهم يتواجدون أمام منزلهم شرق دير البلح، وتمّ نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة لتلقي العلاج، حيث تمّ تحويل اثنين منهم إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزّة لخطورة إصابتهما. ويذكر أن سلطات الاحتلال تتعمّد بشكل يومي اختراق التهدئة التي وقّعتها مع الفصائل في غزّة بوساطة مصرية قبل عشرة أيام، ما أدى إلى استشهاد مواطنين حتى اللحظة وإصابة العشرات، إضافة إلى اعتقال عدد من الصيادين قبالة شاطئ بحر غزّة. ومن جهة أخرى، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها جمّدت تحويل عائدات الرسوم الضريبية التي تقوم إسرائيل بجمعها عوضا عن السلطة الفلسطينية بعد حصول فلسطين على وضع دولة مراقب في الأمم المتّحدة. وقال وزير المالية يوفال شتينيتس في بداية انعقاد الجلسة الأسبوعية للحكومة انه سيتم تجميد 460 مليون شيكل (حوالي 92 مليون أورو) كان يفترض تحويلها خلال الشهر الحالي، كما نقلت عنه وسائل الاعلام الإسرائيلية.