دخلت العطلة الإجبارية التي فرضها أولياء التلاميذ على أبنائهم بالمدرسة الابتدائية (بودا محمد السعيد) ببلدية بوزقان التابعة لذات الدائرة على بعد 70كم عن مدينة تيزي وزو شرقا أسبوعها الثالث على التوالي، حيث منع الأهل أطفالهم من التوجه لمزاولة دراستهم في هذه المؤسسة التي قالوا بشأنها إنهم متخوفون من أن تتحول إلى مقبرة جماعية لأطفالهم نظرا للتدهور والتآكل الذي تشهده يوما بعد يوم. انهيار متوسطة بلدية بني زيكي في نفس الدائرة قبل أشهر وتزامنا مع فترة تساقط الثلوج بالمنطقة بكثافة، أصبحت كابوسا يطارد أولياء التلاميذ الذين يدرسون في المدارس المصنوعة من البناء الجاهز أو تلك التي تعود نشأتها للعهد الاستعماري وما غير ذلك. هذا الأمر هو الذي دفع بالأولياء للمخاطرة بالمستقبل الدراسي لأبنائهم على المخاطرة بحياتهم، خصوصا بعدما سقط سقف إحدى أقسام مدرسة (بودا محمد السعيد) مؤخرا وكان ذلك القطرة التي أفاضت الكأس، حيث احتج الأولياء مرارا وقاموا بغلق مقر البلدية قبل الانتخابات المحلية الماضية وأعادوا الكرة بعدها من أجل تدخل السلطات في القريب العاجل والسماح للتلاميذ بالعودة إلى مدرستهم في ظروف توفر لهم الحماية وظروف التمدرس. إلا أن اللامبالاة بقيت مسيطرة على مطالب الأولياء ولم تتدخل بعد السلطات من أجل ترميم هذه المدرسة الابتدائية أو تحويل التلاميذ إلى غيرها. ليكون بذلك هؤلاء قد فقدوا 3 أسابيع من برنامجهم التعليمي ومصيرهم غامض في حال عدم تدخل السلطات قريبا واستمرار الأولياء في التمسك بموقفهم ومنع أبنائهم من التوجه للدراسة. وأكد متحدث عن الأولياء في اتصال ب(أخبار اليوم) أنهم على علم واطلاع بالمضرة التي يتسببون فيها لأبنائهم بمنعهم من التوجه إلى المدرسة، إلا أن الواجب دفعهم لذلك حيث حياتهم هي الموجودة في خطر نظرا للاهتراء والتدهور الكبير الذي تعرفه هذه المدرسة، وإرسال الأطفال إليها خصوصا في فصل الشتاء والأمطار الغزيرة يكون بمثابة تسليمهم أبناءهم للموت بأيديهم وهو الأمر الذي يرفضونه تماما، وقالوا إنهم مستعدون لقضاء التلاميذ سنة بيضاء على أن يحدث ما لا يحمد عقباه. وعلى السلطات وعلى رأسها والي ولاية تيزي وزو تحمل مسؤوليتها والتدخل سريعا لإنقاذ هذه البراعم التي تدفع ثمنا لا ذنب لها فيه.