يشهد قطاع التربية في ولاية تيزي وزو، منذ الدخول المدرسي الجديد 2012/ 2013 سلسلة اضطرابات تمثلت أساسا في إضرابات التلاميذ عن الدراسة ومنع الأولياء أبنائهم من الالتحاق بمدارسهم نتيجة المشاكل العديدة والنقائص التي لا تحصى والتي تعاني منها مختلف المؤسسات التربوية المنتشرة عبر إقليم الولاية. وشهدت الثانوية متعددة الاختصاصات “منصري أعمر” في دائرة آث واسيف الواقعة على بعد حوالي 37 كلم عن عاصمة الولاية، شنّ التلاميذ إضرابا عن الدراسة منذ أول أمس، في حركة احتجاجية أتت للمطالبة بتسوية المشاكل التي تطبع ظروف مزاولتهم التعليم سيما ما تعلق بنقص التأطير، وصرح تلاميذ الأقسام النهائية أنهم ينتظرون منذ انطلاق الموسم الدراسي قدوم اساتذة المواد الأساسية على غرار الرياضيات واللغة الفرنسية وغيرها من المواد الأخرى، إلا ان المشكل الذي لا يزال عالقا لحد الساعة دون تدخل مسؤولي الثانوية لإنهائه، ومن جهة أخرى طرح هؤلاء معاناتهم مع انعدام المياه الصالحة للشرب حيث يضطرون إلى جلب قارورات المياه من المنازل، ما أثقل كواهلهم بسبب محافظهم المعبأة عن آخرها بمختلف الكتب والكراريس. ويضاف الإشكال المطروح إلى كومة المشاكل الأخرى وعلى رأسها معاناتهم مع النقل المدرسي الذي قالوا بشأنه بأنهم مجبرون على قطع المسافات الطويلة مشيا على الأقدام للوصول إلى الثانوية، وهو ما تسبب في عزوف بعضهم عن الدراسة مفضلين التخلي عنها لإنهاء خيوط المعاناة، وقد ناشد هؤلاء مدير التربية بالولاية التدخل لاستدراك النقائص ووضع حد لمعاناتهم لتحسين ظروف التمدرس لا سيما للمقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا. .. وتلاميذ ثانوية معاتقة يشتكون الاكتظاظ من جهتهم شن تلاميذ ثانوية معاتقة حركة إحتجاجية واسعة النطاق قرروا خلالها عدم مواصلة الدراسة لمناشدة السلطات المحلية التدخل السريع لإيجاد حل لمشكل الإكتظاظ الذي يعانون منه خاصة طلبة الأقسام النهائية المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا بعد التحاق كوكبة من الراسبين في الشهادة السنة المنصرمة، وقد صرح هؤلاء بأن عدد التلاميذ في الحجرة الواحدة بلغ 40 طالبا ما يمنعهم عن التركيز في الدراسة ومن ثمة الوقوع في مشكل الرسوب المدرسي وهو الوضع الذي يتخوف منه الجميع خاصة الأولياء نتيجة لا مبالاة المعنيين بالأمر، وكرد فعل من التلاميذ عن قرارات المسؤولين الذين وضعوا حياتهم الدراسية على الهامش قرروا الدخول في إضراب مفتوح عن الدراسة للفت إنتباه هؤلاء وإيصال صرختهم إلى مختلف الهيئات المعنية لحلحلة الوضع. .. الموت تحت الأنقاض هاجس متمدرسي “السعيد بودة” في سياق متصل، قام أولياء تلاميذ المدرسة الإبتدائية “محمد السعيد بودة” الواقعة على مستوى بلدية بوزقان في تيزي وزو، بمنع أبنائهم من الالتحاق بمقاعدهم الدراسية نتيجة ما آلت اليه هذه المنشأة التعليمية، ودقوا من خلالها ناقوس الخطر أمام السلطات المحلية التي طالبوها بالتدخل الفوري والوقوف عن قرب أمام حجم الخطر الذي أصبح يهدد حياة أبنائهم بعد تدهور أسقف الحجرات التي يدرسون تحتها والتي تكاد تقع فوق رؤوسهم، وأصبحوا مهددين بالموت تحت الأنقاض بين عشية وضحاها، وهو ما جعل الأولياء يعيشون على الأعصاب في كل حين، نفس المشكل يشهده سقف المطعم المدرسي الذي صرحوا بأن وضعيته لسيت أحسن حالا من الأقسام ويمكن أن يهوي في أية لحظة، ومن جهة أخرى ندد الأولياء بنقص المياه خاصة تلك المستعملة في دوريات المياه وهو ما ادى إلى إنعدام النظافة على مستوى هذه الأخيرة وانبعاث روائح كريهة منها، وأبدوا تخوفهم من ظهور الأمراض المتمثلة أساسا في الالتهابات وأمراض العيون والتي يمكن أن تصيب فلذات أكبادهم، و قصد إعادة الإعتبار لأبنائهم وإبعاد الخطر عن حياتهم قرروا مناشدة المسؤولين في البلدية الذين طالبوهم بإعادة النظر في هذه المنشأة التربوية وإعادة ترميم الأسقف المهترئة قبل إنهيارها كليا، كما طالبوا بتوفير المياه قصد تفادي الوقوع في الأمراض التي لا تحمد عقباها.