* أرجو أن تجدوا لي حلا حيث أن قلبي جامد جداً ولا يميل إلى الإيمان ولا يهتز للقرآن ولا يقشعر بدني لذكر النار. تخيلوا أنني أكتب إليكم هذه الاستشارة بعد أن سمعت محاضرة عن عذاب النار ثم تصفحت مواقع إباحية.. ماذا أفعل ليلين هذا القلب الجامد؟ ** اعلم أخي الكريم أن القلوب منها ما هو حي وما هو ميت وما هو مريض. وأنت إن شاء الله لست من الذين ماتت قلوبهم. بل إن في قلبك حياة وحب للخير وندم على التقصير والذنب. والدليل على ذلك هو أنك أرسلت تطلب النصيحة فيما يعين على علاج قلبك وصلاح حالك، كما أنك تستمع للمواعظ والمحاضرات وهو دليل آخر على حياة قلبك وما دمت كذلك فأبشر بالخير واستمر على المجاهدة في صلاح قلبك يقول الله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) [العنكبوت 69]. ولكن الشيطان لا يزال بالعبد، يزين له ويغويه حتى يورده المهالك، ثم يقنطه من رحمة الله ويجعله ييأس من صلاح حاله. فاحذر الشيطان ولا تيأس من صلاح حالك، وعليك باتباع ما يلي: 1- المحافظة التامة على الفرائض وعدم التساهل في شيء منها، مهما كانت الظروف. 2- محاولة التقرب إلى الله تعالى بما تستطيع من النوافل كلما تيسر ذلك. 3- الحذر من مجالسة أهل الباطل ورفقاء السوء، وأنت تعلم خطرهم. 4- الابتعاد عن الوحدة والعزلة، والحذر من الجلوس في غرفة مغلقة، وخاصة إذا وجد بها أجهزة مثل التلفاز والحاسب الآلي أو حتى الهاتف. فإن النفس ضعيفة وأمارة بالسوء، والشيطان يستغل مثل هذه الفرص ويوسوس للإنسان بكل سوء. وقد كان هذا سببا في انحراف كثير من الشباب. 5- عليك بمحاولة الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته ومحاولة حفظ ما تستطيع منه، حسب طاقتك. 6- عليك أن تتذكر الموت دائما وأنه مصير كل حي ولا تعلم متى يأتيك. وعليك بحضور الجنائز وزيارة المقابر فإنها تذكر بالآخرة. 7- يجب أن تحرص على مجالسة الصالحين وحضور مجالس العلم، ولو خيل إليك أنك لا تستفيد منها، فاصبر على ذلك واحتسب الأجر ولازم الحضور، وسوف ترى النتيجة بإذن الله، إذا علم الله صدق نيتك وتوجهك إلى الخير وصبرك عليه. 8- أخيراً أكثر من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يلين قلبك ويهديك فهو سبحانه مقلب القلوب، وهو الهادي إلى سواء السبيل. ثم اسأل الله الثبات على الحق فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من قوله اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. وفقك الله وهداك وجعلك من الصالحين.