إنّ من أعظم النِّعم أن جعلنا الله من أمّة سيّد خير البشر، محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وقد تكون أخي الحاجّ ممّن وفّقه الله فرجع من حجِّه كيوم ولدته أمُّه، فعقد العزم على أن يفتح صفحة جديدة مع الله، فأوصيك ب: الإخلاص في التوبة: فأخلص توبتك لله، وكن صادقاً في الترك من أجل الله، فإنّ مَن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فأنت تعيش في الحياة من أجل تحقيق عبودية الله، فرضا الله هدفك وغايتك، فلا إله إلاّ الله، ولا معبود بحق إلاّ الله، {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ × لاَ شَرِيكَ لَهُ}. التّغيير من الداخل: لابُدّ أن يبدأ التّغيير من الداخل، فالله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}. الاعتصام بالله: فإيّاك أن تعتمد على نفسك الضّعيفة مهما كانت، قال تعالى: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فأعلن الضعف والافتقار، وأكثر من الدعاء والانكسار، للعزيز الغفّار. امْلأ قلبك بخوف الله ورقابته: فحياة القلوب وأنس النفوس بخوف الله، قال الله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّاد التَّقْوَى}. مجاهدة النّفس: يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}، فإن أردت الهداية بحق، فلا بد من الصبر والتّحمّل. قراءة القرآن: قال الله سبحانه وتعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا}، فأكثر من قراءة القرآن وتدبّر الآيات. هجر مكان المعصية، ووسائلها، وأهلها، وكلّ ما يذكّرك بها، فلا يُعرض الإنسان نفسه لوسائل الفساد ومواطن الشّهوات وإثارة الغرائز وفتح باب التّخيّل والتّذكّر. وأخيراً إيّاك والعجب، قال الله تعالى: {وَلاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} المدثر: .6