أظهر مقطع فيديو نشره نشطاء فلسطينيون على موقع (اليوتيوب) جنودًا من جيش الاحتلال الصهيوني وهم يهربون من وجه الفلسطينيين الذين لاحقوهم بالحجارة عندما كانوا يحاولون دخول إحدى المناطق الفلسطينية بالضفة المحتلّة. يكشف المقطع المصور أن عددًا من جنود الاحتلال كانوا يتمترسون خلف سور فيما تنهال عليهم الحجارة من الشبّان الفلسطينيين من الجهة الأخرى للسور، ولم يلبث جنود الاحتلال أن أطلقوا سيقانهم للرّياح وفرّوا مسرعين، فيما لاحقهم الشبّان بالحجارة وهم يهتفون: (اللّه أكبر، اللّه أكبر). وأظهر مشهدٌ آخر من مقطع الفيديو جنود الاحتلال في أحد الشوارع وهم يفرّون مجدّدًا أمام حجارة الشباب الفلسطيني، بينما تعرقل أحدهم لكنه قام سريعا وانضمّ إلى آخر في طريق الهروب. وحذَّر مسؤولون في الجيش الصهيوني وأجهزة الأمن بتل أبيب المحتلّة (تل الربيع) من ارتفاع حال التوتر بين الفلسطينيين في الضفّة المحتلّة، حيث أن الأوضاع بدأت تتجه نحو مزيد من التوتّر. وذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) أن الجيش الصهيوني أرجع حال الغليان هذه إلى نجاح السلطة الأخير في الأمم المتّحدة التي اعترفت بفلسطين كدولة غير عضو ومراقب فيها، متوقّعا حدوث مواجهات فى ذكرى النّكبة والنّكسة التي سيحييها الفلسطينيون بعد أشهر قليلة. وأكّدت الصحيفة العبرية أن وصول مسيرة المفاوضات مع الفلسطينيين إلى طريق مسدود وما حقّقته حركة (حماس) في الحرب الأخيرة على غزّة ساهم في زيادة التحريض ضد الكيان الصهيوني في الضفة المحتلة. ويخشى الجيش الصهيوني من أن هذه المنطقة وصلت فعلاً إلى حالة الغليان قبل الانفجار الذى سيؤدّي إلى انتفاضة ثالثة في وجه الكيان الصهيوني سيفجِّرها الفلسطينيون. في ذات السياق، أكّدت مصادر في جهاز الأمن الداخلي الصهيوني (الشين بيت) للصحيفة العبرية أن المعلومات المتوفّرة لديه تؤكّد أن مختلف التطورات، وما طرأ من تغييرات على البنية التحتية في الضفة يمكن أن تدفع جميعُها نحو انتفاضة جديدة طويلة وعنيفة. وقالت مصادر فى الجيش الصهيوني ل (يديعوت) إن هذه الفترة شهدت انخفاضا كبيرا في أعداد الناشطين من (حماس) الذين اعتقلتهم السلطة في الضفّة المحتلّة، موضّحة أن الأخيرة لم تعد معنية وليس لديها الحوافز لوقف نشاطات هذه الحركة هناك. واتّهم الكيان الصهيوني السلطة الفلسطينية بوقف عملياتها الأمنية واعتقالاتها التي تستهدف نشطاء حركة حماس في الضفّة المحتلّة بخاصة خلال الأسابيع الأخيرة. وأشارت المصادر العسكرية إلى أن اتّفاق أجهزة الأمن بما في ذلك الاستخبارات العسكرية، والتي حذّرت ممّا يجرى في الضفة المحتلّة خاصّة أثناء شهر نوفمبر يشير إلى أن المجموعات الفلسطينية المسلّحة فيها تخطط لشنّ هجمات مسلّحة ضد جنود ومدنيين صهاينة. وتوضّح المعلومات أن 130 هجوم أو محاولة لشنّ هجمات جرت في الضفّة المحتلّة خلال شهر نوفمبر فقط جرى تصنيفها من قبل وزارة الجيش الصهيوني، على أن هذه المحاولات كان يصعب احتواءها. وحذّرت مصادر مسؤولة في الجيش الصهيوني من أنها تخشى الآن انفجار انتفاضة فلسطينية ثالثة، والتي يمكن أن تضع نهاية للإرهاب اليهودي الذي يمارسه المستوطنون في الضفّة المحتلة، الأمر الذى يعني وقوع مواجهات بين الطرفين.