تعيش عائلة عجيب رفقة 18 عائلة مقيمة بعمارة رقم 06 بشارع خالد ببلدية بولوغين حياة الرعب والهلع داخل سكنات قديمة متهرئة تعود للعهد التركي، ينتابها هاجس الخوف الدائم نظرا للانهيارات الجزئية للجدران والأسقف، حيث أصبحت الإقامة بها غير صالحة للاستغلال وشبه مستحيلة. وأمام هذا الوضع الكارثي والمزري تستغيث تلك العائلات بالسلطات المحلية والولائية لإنقاذها قبل فوات الأوان. وفي السياق ذاته أعرب هؤلاء عن مدى تخوفهم أن يردموا تحت الأنقاض، خصوصا في فصل الشتاء مع تساقط الأمطار التي تتسرب عبر الأسقف وتنغص عليهم حياتهم وتحول راحتهم إلى جحيم بكل ما تحمله المعاني من كلمات وتحرمهم النوم أياما - حسب شهاداتهم - وجعلتهم يعيشون على أعصابهم جراء الهلع الذي عاشوه خلال الأشهر الماضية أين تساقطت الأمطار بكميات معتبرة. وأكد السكان أن مصالح المراقبة التقنية للبنايات قد عاينت العمارة منذ سنوات ماضية وأصدرت تقريرا بضرورة هدمها، وإخلاء المكان باعتبارها مصنفة في الخانة الحمراء، وضمن البيوت الآيلة للسقوط في أي لحظة، وما زاد الأمور تعقيدا هو أن بالعمارة يوجد مرحاض جماعي مشترك بين العائلات، في غياب دورات المياه، وأمام هذا الوضع أودعت العديد من الملفات للاستفادة من السكنات الاجتماعية الإيجارية الموجهة خصيصا للقضاء على السكن الهش، لكنهم لم يستفيدوا لحد الساعة من أي التفاتة تذكر، وأضاف محدثنا أنه بالرغم من تدخل الحماية المدنية خلال وقوع أي حادثة مماثلة في حالة سقوط أجزاء معتبرة من جدران العمارة وإحداث ضجة ورعب بين أوساط العائلات وخروجها إلى الشارع إلا أن السلطات لم تحرك ساكنا رغم اتصالات القاطنين بمصالح البلدية التي تكتفي بالوعود لتهدئة الأمور وفقط على حد تعبيرهم دون التنقل لعين المكان ومعاينة الحدث. وقد جددت عائلة عجيب خلال اتصالها ب(أخباراليوم) تخوفها واستيائها الشديد جراء المخاطر المحيطة بالعمارة القديمة التي باتت هاجسا وكابوسا مظلما لقاطنيها الذين يتجرعون مرارة العيش بداخلها نتيجة المخاوف التي تلازمهم على مدار السنة، لاسيما في هذا السنة التي عرفت التقلبات الجوية وتساقط الأمطار بكميات معتبرة التي ساهمت بشكل كبير في اهتراء وتآكل الجدران، هذا فضلا عن التدهور المتقدم الذي تشهده السلالم، والتي انجر عنها تساقط العديد من القاطنين لاسيما الأطفال وكبار السن كالحادثة التي وقعت لشيخ عمره 80 سنة تعرض لكسر في القدم أثناء سقوطه من تلك السلالم التي أصبحت غير قابلة للاستعمال على الإطلاق، مما جعل السكان يمشون بحرص كبير فوقها أثناء الصعود أو النزول. أما عن الرطوبة العالية فحدث ولا حرج فقد أصيب معظم السكان بعدة أمراض على غرار الربو والحساسية وصعوبة التنفس نظرا لطبيعة هذه السكنات التي أصبحت تتناثر بمجرد مرور مركبة صغيرة بالشارع، وأضاف محدثنا أن المخاطر المحيطة بهم لاتقتصر عليهم فقط، بل حتى المارة بالحي أصبحوا معرضين للموت في حالة سقوط هذه العمارة التي أكل عليها الدهر وشرب حسبهم وأنه بات من الضروري احتواء السلطات المحلية والولائية المشكل قبل سقوط ضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوى وقوعهم في أزمة السكن. وتؤكد العائلات أنها لم تتلق أي مساعدة أو التفاتة من طرف السلطات المعنية، بالرغم من نداءات الاستغاثة التي كانت تطلقها هذه العائلات في حال وقوع أي حادثة خوفا من أن يردموا تحتها، إلا أنه حسبهم تلك النداءات لم تلق أي رد يذكر ولتفادي حدوث كارثة من هذا القبيل. وعليه تجدد تلك العائلات المهددة بالموت نداءها للسلطات المحلية على رأسها والي العاصمة من أجل التدخل السريع لاحتواء الموقف قبل إزهاق أرواح أبرياء كما حدث للعديد من سكان البيوت الهشة خلال الأشهر القليلة الماضية.