لازال الخطر يحوم حول العديد من العمارات الهشة المتواجدة على مستوى شارع حسيبة بالعاصمة والمصنفة ضمن البنايات المهددة بالانهيار من طرف المختصين، حيث أضحى هاجس العشرات من المواطنين القاطنين بها وعلى سبيل المثال وليس الحصر ما تعرفه بناية ب 91 شارع حسيبة ببلدية سيدي أمحمد بالعاصمة· تعيش 10 عائلات داخل بناية قديمة بشارع حسيبة في ظروف أقل ما يقال عنها إنها جد مزرية نظرا للحالة المتردية التي آلت إليها هذه الأخيرة نتيجة قدمها وتآكل جميع أجزائها بما فيها الأساسات والأسقف والجدران التي أصبحت عبارة عن ثقوب تتناثر منها الأتربة كلما تعرضت هذه الأخيرة إلى رياح أو سقوط الأمطار، كالتي عرفتها الجزائر خلال الفترة الأخيرة والتي حوّلت حياتهم إلى جحيم حقيقي خوفا من أن يردموا تحت العمارة، وتضاعفت مخاوفهم أكثر بعد التآكل والتدهور المتقدم الذي تشهده السلالم والتي انجر عنها تساقط العديد من القاطنين لاسيما الأطفال وكبار السن، كالحادثة التي وقعت لشيخ عمره 75 سنة تعرض لكسر في الذراع، وكذا سقوط امرأة حامل كادت أن تفقد جنينها أثناء سقوطها من تلك السلالم التي أصبحت غير قابلة للاستعمال على الإطلاق مما جعل السكان يمشون بحذر كبير فوقها أثناء الصعود أو النزول بسبب الطريقة العشوائية التي ربط بها السكان السلالم حتى لا تنهار العمارة فوق رؤوسهم، أما عن الرطوبة العالية فحدث ولا حرج فقد أصيب معظم السكان بعدة أمراض على غرار الربو والحساسية وصعوبة التنفس نظرا لطبيعة هذه السكنات التي أصبحت تتناثر بمجرد مرور مركبة صغيرة بالشارع· وأضاف محدثنا أن المخاطر المحيطة بهم لاتقتصر عليهم فقط، بل حتى المارة بالحي معرضون للموت في حالة سقوط هذه العمارة التي آلت إلى وضعية متقدمة من الاهتراء حسبهم وإنه بات من الضروري احتواء السلطات المحلية والولائية المشكل قبل سقوط ضحايا أبرياء لا ذنب لهم، سوى وقوعهم في أزمة السكن· وفي هذا الصدد تؤكد العائلات أنها لم تجد أي مساعدة أو التفاتة من طرف السلطات المحلية بالرغم من نداءات الاستغاثة التي كانت تطلقها هذه العائلات منذ أكثر من 20 سنة في حال وقوع أي حادثة خوفا من أن يردموا تحتها، إلا أنه حسبهم تلك النداءات لم تلق أي رد يذكر ولتفادي حدوث كارثة من هذا القبيل· وأكدت العائلات التي تحدثت مع أخبار اليوم أنهم يعيشون جحيما حقيقيا بسبب سيناريو السقوط الذي تتعرض له كل من الأسقف والجدران وهذا كلما تهاطلت الأمطار التي تتجمع بالسقف وتبدأ بالتسرب إلى داخل الغرف حتى أصبحت الجدران والأسقف كلها تعاني الانهيار في أية لحظة فوق السكان، وهو ما تعكسه الاهتزازات المتتالية بمجرد مرور المركبات، وهو الأمر -حسبهم -الذي يزيد من تخوفهم من الردم تحت الأنقاض فضلا عن السلالم التي انهارت أجزاء معتبرة منها مما يعرض العمارة إلى الانهيار في أي لحظة، كون البنية التحتية صارت مهددة وهو المشكل الذي دقت بشأنه العائلة ناقوس الخطر· ويضيف محدثونا أنهم رفعوا مئات الرسائل والشكاوي للسلطات المحلية والولائية لإيجاد حل لمعاناتهم والمطالبة بتكليف عمالها بترميم العمارة، إلا أن هذه الأخيرة اكتفت بإرسال عمال البلدية من أجل القيام بأشغال سطحية وهي طلاء الجدران فقط دون أن تكلف نفسها عناء تعيين مقاولين مختصين لتهيئة وترميم البناية بشكل جيد، ولم تنته معاناة تلك العائلات عند هذا الحد بل يضاف إليها مشكل تدهور قنوات الصرف الصحي وقنوات صرف المياه التي تعرف تسرب مياهها إلى كامل الشقق مازاد الوضع تأزما، ناهيك عن امتلاء قبو العمارة بالمياه مما انجر عنه انتشار روائح كريهة تسد الأنفاس، وهذا ما وقفت عليه أخبار اليوم أثناء تنقلها لعين لمكان أنه فعلا واقع مر وعصيب تعيشه تلك العائلات ببناية في قلب العاصمة دون أن تعرف أي التفاتة من المسؤولين رغم الاستغاثة والنداءات التي تطلقها العائلات في كل مناسبة· وفي السياق ذاته أعرب هؤلاء عن تذمرهم وسخطهم من سياسة التجاهل والصمت المطبق الذي تنتهجه السلطات اتجاه انشغالاتهم، حيث اكتفت بالوعود الزائفة التي لا تتحقق أبدا على حد تعبيرهم، كما أضاف محدثونا أن المسؤولين لا يعرفوننا إلا وقت الانتخابات·