لازالت العائلات القاطنة بالعمارة رقم 05 العتيقة بشارع خالد ببلدية بولوغين والبالغ عددها نحو 17 عائلة، تناشد السلطات المحلية وعلى رأسها والي العاصمة التدخل العاجل لترحيلها إلى سكنات لائقة، بدل السكنات التي يقطنون بها منذ سنوات طويلة وتعود إلى عهد الأتراك، حيث أصبحت وضعيتها متردية وغير صالحة للسكن إطلاقا. وقد أعرب هؤلاء السكان، عن مدى ذعرهم وتخوفهم من أن تنهار السكنات على رؤوسهم في أية لحظة، سيما في فصل الشتاء مع تساقط الأمطار التي تتسرب عبر الأسقف والجدران، مما ينغص عليهم راحتهم ونومهم، فيقضون ليال بيضاء خارج سكناتهم، ويعيشون على أعصابهم جراء الهلع والرعب الذي يلازمهم في كل فترة، مؤكدين أن مصالح المراقبة التقنية للبنايات عاينت العمارة منذ سنوات ماضية وأصدرت تقريرا بضرورة هدمه، وإخلاء المكان باعتبارها مصنفة في الخانة الحمراء، وضمن البيوت الآيلة للسقوط في أي لحظة. ومازاد الطين بلة هو أن العمارة تحتوي على مرحاض جماعي مشترك للعائلات، في غياب دورات المياه، وأمام هذا الوضع أودعت العديد من الملفات للاستفادة من السكنات الاجتماعية الإيجارية الموجهة خصيصا للقضاء على السكن الهش، لكنهم لم يستفيدوا لحد الآن من أي برنامج يذكر. وأضاف محدثنا، أنه بالرغم من تدخل الحماية المدنية خلال وقوع أي حادثة وسقوط أجزاء معتبرة من جدران العمارة وإحداث ضجة ورعب بين أوساط العائلات وخروجها إلى الشارع، إلا أن السلطات لا تحرك ساكنا رغم اتصالات القاطنين بمصالح البلدية، التي تكتفي بالوعود لتهدئة الأمور وفقط -على حد تعبيرهم- دون التنقل لعين المكان ومعاينة الوضع. وقد عبرت عائلة (محمد. خ)، خلال اتصالها ب(أخبار اليوم) عن تخوفها واستيائها الشديدين جراء المخاطر المحيطة بالعمارة القديمة التي باتت هاجسا وكابوسا مظلما لقاطنيها الذين يتجرعون مرارة العيش بداخلها نتيجة المخاوف التي تلازمهم على مدار السنة، لاسيما السنة الماضية التي عُرفت بكثرة التقلبات الجوية وتساقط الأمطار بكميات معتبرة، أين ساهمت بشكل كبير في اهتراء وتآكل الجدران، هذا فضلا عن التدهور المتقدم الذي تشهده السلالم والتي أنجر عنها تساقط العديد من القاطنين لاسيما الأطفال وكبار السن كالحادثة التي وقعت لشيخ عمره 75 سنة تعرض لكسر في رجله أثناء سقوطه من تلك السلالم التي أصبحت غير قابلة للاستعمال على الإطلاق، مما جعل السكان يمشون بحذر كبير فوقها أثناء الصعود أو النزول. أما عن الرطوبة العالية فحدث ولا حرج، فقد أصيب معظم السكان بعدة أمراض كالربو والحساسية وصعوبة التنفس نظرا لطبيعة هذه السكنات التي أصبحت تتناثر بمجرد مرور مركبة صغيرة بالشارع، وأضاف محدثنا، أن المخاطر المحيطة بهم لا تقتصر عليهم فقط، بل حتى على المارين بالحي، فهم معرضون للموت في حالة سقوط هذه العمارة التي أكل عليها الدهر وشرب -حسبهم- وأنه بات من الضروري احتواء السلطات المحلية والولائية للمشكل قبل سقوط ضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوى وقوعهم في أزمة السكن. وفي هذا الصدد تؤكد العائلات أنها لم تجد أي مساعدة أو التفاتة من طرف السلطات المحلية بالرغم من نداءات الاستغاثة التي كانت تطلقها في حال وقوع أي حادثة خوفا من أن يردموا تحت الأنقاض، إلا أنه -حسبهم- تلك النداءات بقيت حبيسة الأدراج، كما تقابلها وعود واهية لا أساس لها من الصحة.