شهدت مختلف أسعار الخضر والمواد الغذائية الواسعة الاستهلاك عشية عيد الفطر المبارك، ارتفاعا كبيرا، إذ تضاعفت معظم أسعار هذه السلع بينما بلغ البعض منها ثلاثة أضعاف، بسبب الإقبال الواسع للمواطنين على شرائها مقابل تضاؤل قدرات العرض·والتهبت أسعار الخضر في الأسواق المحلية لتبلغ مستويات عالية جدا لم تسجلها على طول شهر رمضان، حيث فاق سعر اللفت 250 دينار، القرعة 160 دينار، الطماطم 120 دينار· بينما عرفت مواد استهلاكية أخرى ندرة شديدة أدت إلى ارتفاع أسعارها، كما هو الشأن بالنسبة للخبز الذي بلغ في بعض الأحياء العاصمية 30 دينارا، فضلا عن مادة الحليب وكذا اللحوم البيضاء حيث قفزت أسعار هذه الأخير إلى ما يفوق 350 دينار قبل أن تفتقد من السوق نهائيا·حالة الفوضى امتدت إلى مستويات أخرى على غرار خدمات النقل التي تراجعت مستوياتها لتكاد تكون منعدمة، لاسيما في ما يتعلق بالناقلين من القطاع الخاص وسائقي سيارات الأجرة، بالإضافة إلى خدمات مراكز البريد التي شهدت ليلة العيد حالة من التأهب القصوى نتيجة نقص السيولة في العديد من المراكز والاكتظاظ، بسبب الإقبال المتزايد على سحب الرواتب من أجل صرفها على مستلزمات العيد من ألبسة للأطفال والحلويات·وتكررت هذه الظواهر، على الرغم من الإجراءات التدعيمية الأخيرة التي باشرتها مؤسسة بريد الجزائر قبل أسبوع من العيد، من خلال اتخاذها قرار فتح مكاتبها بعواصم الولايات والدوائر من العاشرة ليلا إلى منتصف الليل بهدف السهر على تمكين زبائنها من الاستفادة من الخدمات البريدية في أحسن الظروف، وكذا الوعود التي قدمت من طرف مؤسسة بريد الجزائر حول توفير الجو المناسب للزبائن قبيل العيد وتسهيل عملية استخراج رواتبهم مع توفير السيولة المطلوبة، خاصة وأن مشكل نقص السيولة الذي عرفته بعض مكاتب البريد قد تم تجاوزه، ويمكن لأي زبون سحب الأموال من أي مركز بريدي على المستوى الوطني حسب المسؤولين عن القطاع بحكم اقتراب موعد عيد الفطر والدخول الاجتماعي، حيث يعرف الأسبوع الأخير من رمضان حركة غير مسبوقة للمواطنين في سحب أموالهم استعدادا لهذه المناسبة، غير أن التطمينات تلك لم يعمل بها بمختلف المراكز، حيث تشهد بعضها اكتظاظا للمواطنين في طوابير لا منتهية·