تعاني أغلبية العائلات التي تقطن في أحياء متفرقة بالجزائر العاصمة من مشكل التصدعات والانهيارات التي باتت تميز سكناتها بسبب قدم البنايات التي يعود تشييد معظمها إلى العهد الاستعماري، ومن بين هؤلاء نجد 19 عائلة تعيش في العمارة رقم 08 الواقعة بالحي الشعبي لخضر سعيدي ببلدية باب الوادي في حالة متدهورة والتي أصبحت آيلة للانهيار في أية لحظة، مطالبة السلطات المحلية بضرورة النظر لحالتهم والعمل على ترميم البناية أو ترحيلهم. من خلال خرجتنا الميدانية التي قادتنا للمكان استطعنا أن نقتطف بعض الآراء من مواطنين كانوا متواجدين هناك وفي حوار معهم أفادتنا العائلات التي تقطن بالعمارة رقم 08 الموجودة على مستوى شارع سعيدي ببلدية باب الواد أنها سئمت من الوضعية المزرية والخطيرة التي باتت تعيشها بسبب الحالة المتدهورة للبناية التي تقطن بها جراء قدمها، الأمر الذي يستدعي أكثر من أي وقت مضى تدخلا عاجلا للسلطات المحلية بغرض ترميمها لاسيما أن العائلات لا تزال تعيش أمام خطر الموت بعد انهيار أرضية السطح منذ قرابة الشهرين ما خلف رعبا وذعرا كبيرا في أوساطها، غير أن الحادث لم يحرك ساكنا في نفوس المسؤولين الذين لم يتخذوا أي إجراءات للحيلولة دون وقوع حوادث مماثلة حسب قول العائلات. وأضاف محدثونا أن الخوف ما يزال يتربص بهم خصوصا في ظل الانهيار المتتالي للبنايات خاصة منها العتيقة في الأشهر الماضية بفعل تهاطل الأمطار ما كشف عيوب المقاول الذي أسندت له مهمة ترميم البنايات على خلفية الزلزال الذي ضرب العاصمة في ماي 2003، حيث سرعان ما عادت التشققات والتصدعات ما دفعهم إلى المطالبة بفتح تحقيق حول ما وصفوه بالغش الكبير الممارس من قبل المؤسسة المكلفة بالترميم خصوصا أن حياتهم تحوّلت إلى جحيم بسبب تسرب مياه الأمطار إلى داخل المنازل، إلى جانب الخوف الكبير من انهيار منازلهم على رؤوسهم لاسيما وأن مصالح الحماية المدنية دونت في محضرها بضرورة إخلاء المنازل بسبب خطورتها، وقد وضعت البناية في الخانة الحمراء من قبل المصالح المختصة كما أشاروا في ذات السياق إلى أنهم تقدموا بالعديد من النداءات إلى السلطات المحلية بيد أنه لا حياة لمن تنادي. وفي هذا الشأن يطالب قاطنو العمارة المصالح المعنية بضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة وضعيتهم المزرية وتجنبهم خطر الموت الذي يهددهم من خلال ترميم سقف العمارة أو ترحيلهم إلى سكنات لائقة. وفي نفس السياق أكد أحد السكان أن عددا كبيرا من العائلات قامت بترميم شققها بنفسها، إلا أن الأمر عاد إلى وضعه، بل وازدادت الانهيارات والتصدعات في الآونة الأخيرة، ولهذا فهم يطالبون بضرورة الالتفات إلى وضعهم وإيجاد حل ولو مؤقت في انتظار إعادة إسكانهم، كتخصيص شاليهات مثل ما قامت به البلدية مع عدد من السكان المنكوبين، سيما وأن الحالة التي توجد عليها بناياتهم يستحيل البقاء فيها، إذ أن خطر الانهيار يهددها في أية لحظة خاصة مع بداية موسم الأمطار. إضافة إلى خطر الانهيار تشكل وضعية الشقوق المتواجدة على طول الشارع خطرا على صحة ساكنيها، إذ تؤدي الرطوبة الكثيفة إلى انتشار مختلف الأمراض الصدرية، وعلى رأسها الربو والحساسية ما جعل الأطفال، خصوصا، يعانون يوميا مع هذه الأمراض، ولهذا دق سكان شارع لخضر سعيدي ناقوس الخطر، مطالبين المسؤولين بإيجاد حلول فورية لهم وانتشالهم من الموت ردما الذي يهددهم في أية لحظة إن لم تتحرك السلطات الوصية في أقرب وقت.