لازالت حوالي 400 عائلة تعيش ب 37 عمارة هشة بباب الوادي بالعاصمة والمصنفة ضمن البنايات المهددة بالانهيار من طرف المختصين تشكل هاجس الخوف والهلع خاصة في فصل الشتاء، أين تكون هذه العمارات عرضة لتناثر أشلاء من جدرانها الهشة وهو الأمر الذي يستوجب تحرك جميع السلطات المعنية لتفادي قتلى وأشخاص مردومين تحت البنايات، وهي الوضعية على سبيل المثال وليس الحصر تعرفها بنايات ب 18شارع رابح رياح ببلدية القصبة الواقعة بأعالي العاصمة في ظروف أقل ما يقال عنها إنها جد مزرية نظرا للحالة المتردية التي آلت إليها هذه الأخيرة نتيجة قدمها وتآكل جميع أجزائها بما فيها الأساسات والأسقف والجدران التي أصبحت عبارة عن ثقوب تتناثر منها الأتربة كلما تعرضت هذه الأخيرة إلى رياح أو سقوط الأمطار كالتي عرفتها في الأيام الأخيرة العاصمة وما جاورها والتي حوّلت حياتهم إلى جحيم حقيقي خوفا من أن يردموا تحت العمارة. وتزداد مخاوفهم أكثر عندما يسمعون بسقوط عمارة مصنفة من طرف المختصين ضمن البنايات المهددة بالانهيار لأن وضعية بنايتهم لا تختلف كثيرا عن وضعية تلك البنايات الهشة المتواجدة عبر التراب الوطني. وفي هذا الصدد عبرت عائلة موحا رشيد والتي تحدثت معها (أخباراليوم) عن تخوفها وذعرها الشديد إزاء الأخطار المحدقة ببنايتهم القديمة والتي باتت لا تقوى على الصمود أمام الظواهر الطبيعية وهذا كونها تعيش بقبو مظلم منذ 35 سنة وهم مجبرون على الإقامة تحت أسقفه في ظل أزمة السكن التي تعرفها العاصمة، وكذا غياب البديل عن تلك السكنات التي آوتهم لسنين طويلة الأمد. وتقول زوجة محمد إنهم يعيشون حياة بلا معنى ولا أمل في بلاد العزة والكرامة وأن تهميشهم فاق كل التصورات، وحسب رب الأسرة أنه بالرغم من الوضعية الحرجة وحياة الذل والهوان فهو يتقاسم المكان أيضا مع مختلف الحيوانات على غرار القوارض والجرذان، ناهيك عن الأمراض المزمنة مثل الربو والحساسية والتعقيدات النفسية التي أصابتهم، يضيف (ورغم الشكاوي والمراسلات المودعة لدى المنتخبين المتعاقبين على البلدية إلا أنه لا حياة لمن تنادي ورغم حوادث الانهيار التي تعرضت لها بنايات بذات الحي إلا أنها لم تشفع لهم عند السلطات سواء البلدية أو الولائية. فضلا عن هذا تؤكد العائلة المذكورة أنها لم تجد أي مساعدة من طرف السلطات المحلية بالرغم من نداءات الاستغاثة التي كانت تطلقها هذه العائلات في حال حدوث تناثر الحجارة خوفا من أن يردموا تحتها، إلا أنه حسبهم تلك النداءات لم تلق أي رد يذكر ولتفادي حدوث كارثة من هذا القبيل. وبالموازاة مع ذلك أشارت العائلة من خلال حديثنا معها أنها تعيش جحيما حقيقيا بسبب سيناريو السقوط الذي تتعرض له كل من الأسقف والجدران وهذا كلما تهاطلت الأمطار التي تتجمع بالسقف وتبدأ في النفاذ بتسربها إلى داخل الغرف أو بالأحرى (القبو) حتى أصبحت الجدران والأسقف كلها تعاني الانهيار في أية لحظة فوق السكان وهو ما تعكسه الاهتزازات المتتالية بمجرد هبوب الرياح، وهو الأمر -حسبهم -الذي يزيد من تخوفهم من الردم تحت الأنقاض وهو المشكل الذي دقت بشأنه العائلة ناقوس الخطر مطالبة رئيس الجمهورية بالتدخل الفوري لإنقاذهم من موت أكيد يتربص بهم في أية لحظة.