الوجه الذي ظهر به المنتخب الوطني أمام نظيره الجنوب الإفريقي، يجسد العمل الكبير الذي يقوم به الناخب حليلوزيتش من أجل تجهيز (الخضر) لخوض المعترك الصعب في بلد الزعيم نيلسون مانديلا بأكثر جاهزية لتشريف الراية الوطنية وليس العكس، لأن الطريقة التي ينتهجها التقني البوسني أثمرت بتحسين مستوى جل اللاعبين ووضعهم أمام تحمل المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم دون استعمال ورقة الأموال كما عليه سابقا في عهد بعض المدربين الذين تعاقبوا على تدريب (الخضر)، لأن بلوغ الأهداف المنشودة يتطلب تضافر جهود الجميع وحل المشاكل بطريقة مدروسة باحترافية وليس بلغة عدم الاعتراف بالحقيقة المرة. والأكيد أن بلوغ المستوى الذي من شأنه يضع التشكيلة الوطنية في موقع قوة للبقاء ضمن خانة المنتخبات المرشحة للعودة من جنوب إفريقيا بالتاج القاري يمر بحتمية تصحيح العديد من النقائص التي كشفتها مباراة أول أمس أمام منافس ليس من السهل فرض عليه التعادل بميدانه وأمام أنظار أنصاره، مما يتوجب على الذين ينتظرون بفارغ الصبر عدم بلوغ الهدف للتهجم على التقني البوسني العودة للأرشيف وعدم الإسراع في تضخيم الأمور والمساهمة بقسط أكبر في تلويث محيط (الجلد المنفوخ) في بلد المليون والنصف المليون شهيدا.