على الرغم من امتناع الكثير من الأولياء عن شراء المفرقعات لأبنائهم في ظل الحوادث التي يعيشها الكل في كل سنة والتي تلحق بالأطفال أضرارا بليغة تمس منطقة الوجه والأطراف، راح هؤلاء إلى الوقوف الند للند وفعلوا المستحيل لجلب تلك المقتنيات الخطيرة وراحوا يجمعون النقود، ومنهم حتى من امتهن مهنا بسيطة لأجل الحصول على عائدات يستنزفها في شراء أرقى وأخطر أنواع الألعاب النارية التي تنوعت بالأسواق وبلغت أسعارا خيالية. وأظهر بعض الأولياء عجزهم عن التحكم في زمام الأمور في ظل تشبث أبنائهم بعرف اقتناء المفرقعات بحجة أنه لا طعم للمولد دون حضور تلك الألعاب التي تستعمل استعمالا سلبيا وتؤدي إلى كوارث وأضرار بليغة، بحيث راح بعض الأطفال في هذه الآونة بالذات ومع العد التنازلي لحلول المولد النبوي الشريف إلى إعداد العدة لجلب المفرقعات التي تكون محل منافسة بين الأطفال مثلما جرت عليه العادة في كل عام، والمسلّمة تفيد أن من يمتلك أكبر حصة من المفرقعات يسلم له مشعل التتويج في ليلة المولد كونه شارك بأكبر حصة في خلق أجواء مميزة بتلك المفرقعات، هذا إن سلمت الجرة ولم يصبه أذى تلك الألعاب النارية الخطيرة ومرّت الليلة بسلام، إلا أنه وحسب التجارب عادة ما تمتلئ المستشفيات بالمصابين الذين يكون أغلبهم من الأطفال الصغار في ظل الاستخدام السلبي واللعب المتهور بتلك الألعاب التي توجه في العادة توجيها خاطئا ويعود مفعولها إلى الوجه وتصاب خاصة منطقة العينين، وأجمع بعض الأولياء الذي كان لنا حديث مع بعضهم أنهم يمتنعون عن اقتناء المفرقعات إلا أن أطفالهم يحصلون عليها بكل الطرق التي يجهلها الأولياء ويفاجأوا بأكياس المفرقعات في ليلة المولد. ومنهم حتى من يذهب إلى مزاولة التجارة وبيع بعض الأشياء البسيطة ليستنزف العائدات في اقتناء المفرقعات بالنظر إلى هوس الكل بها على الرغم من الخطورة التي تسببها، ناهيك عن الضجيج والإزعاج التي تحدثه في تلك الليلة، ما عبر به أغلب المواطنين منهم السيدة فيروز من العاصمة التي رأت أن تلك المستلزمات لا تنفع في شيء فهي تبذير للأموال في سبيل إلحاق الضرر بالأطفال كأول ضحاياها، لتضيف أنها تناهض تلك السلوكات وهي تمنع أبناءها عن اللعب بالمفرقعات وفي العادة تلتزم بالشموع والعنبر كمواد تخلو من المخاطر بل حتى الشموع تشعلها أمام أعينها خوفا من حوادث الحرق التي تكثر في ليلة المولد. أما سيدة أخرى فقالت إنها على الرغم من توصية أبنائها عن الابتعاد عن تلك الوسائل إلا أنها تفاجأ بجمع كمية معتبرة منها لاجتياز المولد، وتيقنت بعد تحريها الأمر أنهم يجمعون (مصروف الجيب) ولا يصرفونه في اقتناء الحلويات التي يحرّمون أكلها في فترة المولد ويفضلون اقتناء المفرقعات التي تبقى محل تنافس بينهم وبين أصدقائهم، والأقوى الذي يخطف الأنظار هو من يمتلك أكبر كمية لتختم بالقول أنه عرف التصق بمجتمعنا لم يقو الأولياء على انتزاعه من جذوره والانسلاخ عنه، وهذا يتطلب منهم الحرص واليقظة ورقابة الأبناء وهم يلعبون بتلك الوسائل الخطيرة التي خلفت حوادث مأساوية على حسب التجارب التي نراها في كل سنة.