ما إن تدق الساعة وتشير عقاربها إلى منتصف النهار حتى نشهد ذلك التهافت على المطاعم من طرف العمال والطلبة ليس من أجل تناول شرائح البيتزا أو السندويتشات وإنما لطلب أطباق ساخنة تتوافق مع شدة البرودة العالية وتساقط الأمطار الذي تشهده هذه الآونة، بحيث لا يقوى المرء منا على حجز مكان بتلك الطاولات والسر أن تلك المطاعم باتت توفر كل الأطباق التي تحضر في البيوت على غرار الحبوب والمعجنات، إلى جانب بعض الأطباق التقليدية الأخرى المطلوبة جدا كالكسكس الذي ذاع صيته في أغلب المطاعم وأضحى يتصدر قوائم الوجبات المحضرة بالنظر إلى الطلب الكبير عليه. ورأى أغلب الموظفين والطلبة أن الإقبال على تلك الأكلات هو أنسب للصحة خصوصا مع برودة الطقس التي لا يتلاءم معها استهلاك شرائح من البيتزا أو سندويتش كونهما وجبات لا تخفف الجوع الذي تزداد وتيرته في فصل الشتاء. اقتربنا من بعض المطاعم على مستوى حسيبة بن بوعلي بالعاصمة فوجدناها تعج بالزبائن بعد أن دفعهم الإحساس بالجوع إلى الاستنجاد بتلك المطاعم التي عمدت على توفير أغلب الأطباق ولم تعد تقتصر على بيع الدجاج المشوي والأطباق الفخمة التي ليس باستطاعة الكل تذوقها بالنظر إلى غلاء أسعارها، وإنما نزلت إلى أغلب الشرائح وصارت تحضر أطباق الفاصولياء والمعجنات بكل أنواعها المطلوبة جدا لاسيما وأنها تلائم الفصل إلى جانب معقولية أسعارها. ما وضحه لنا (ك فاتح) عامل بمطعم على مستوى العاصمة بحيث قال إن وتيرة العمل تتضاعف في فصل الشتاء ويجبرون على مضاعفة الكمية فيما يخص الأطباق الساخنة التي يطلبها الزبائن على غرار المعجنات والحبوب، وبغض النظر على الأطباق الراقية فهم يحاولون إرضاء كافة الطبقات على حسب القدرات المادية للزبائن فهم يوفرون الدجاج واللحم المشوي كما يوفرون (المعكرونة) و(السباقيتي) تبعا لتنوع زبائنهم فكل على حسب استطاعته. سامية طالبة قالت إنها تفضل وطء تلك المطاعم خاصة في فصل الشتاء وتبعد عن كافة الوجبات الباردة، فالأكل الجيد هو شيء ملزم في فصل الشتاء خاصة وأن الوجبات الباردة من شأنها التأثير على الصحة وهي تزور بصفة يومية بعض المطاعم التي تقرب الجامعة كونها توفر أطباقا عادية ومتوازنة بسعر ملائم لا يتعدى 90 ديناراً، وترى أن ذلك أحسن من التزود بوجبة باردة. نفس ما سجلناه على مستوى محلات الإطعام السريع التي تروج أكلة (المحاجب) التي يدمن عليها الكثيرون ويطلبونها في فصل البرودة، بحيث راح الكل إلى المضاعفة في تحضيرها من أجل تغطية الطلب المتزايد عليها. وما استنتجناه أن عادات استهلاك الجزائريين فيما يخص الأطباق تستبدل تبعا للفصول، بحيث يميلون أكثر إلى الوجبات الباردة والخفيفة في فصل الحرارة والعكس في فترة الشتاء أين يطلب الكل الوجبات الساخنة ونلاحظ الإقبال الكبير عليها من طرف الزبائن، بحيث تجاوبوا مع تلك الخدمات خاصة وأن بعض المطاعم باتت بأطباقها تخدم مختلف الشرائح بتوفيرها الأطباق الراقية والبسيطة التي هي في متناول الكل.