نام الجزائريون ليلة أول أمس والكثير منهم بكى بحرقة على الخروج المخزي لمنتخبنا الوطني قبل الأوان من العرس القاري المقام حاليا بجنوب إفريقيا، عقب الخسارة التي مني بها زملاء لحسن أمام الطوغو بهدفين لصفر، جمدت رصيد (الخضر) بدون نقاط، فيما بات رصيد المنتخب الفائز بثلاث نقاط، وهو نفس رصيد المنتخب التونسي، مما يضع التأشيرة الثانية بين هذين الفريقين وجها لوجه هذا الأربعاء من أجل التنافس على التأشيرة الثانية، فيما يخوض منتخبنا الوطني مواجهة كوت ديفوار أشبه بالودية، بعد أن حسم زملاء ديدي دروغبا ريادة المجموعة عقب تحقيقه لانتصارين، فمهما تكن مباراته أمم الجزائر فلن تضيع منه الريادة. إعداد: بن عبد القادر ترى كم مرة تكرر هذا المشهد للفريق الوطني في تاريخ مشاركاته القارية والمقدرة بخمسة عشرة مرة باحتساب هاته الدورة بطبيعة الحال؟، ذلك ما سنتعرف عليه حالا في هذا الموضوع الخاص. 15 مشاركة يقدر عدد مشاركات منتخبنا الوطني في العرس القاري 15 مرة، وهذا من بين 29 دورة، أولها في دورة إثيوبيا 1968 وآخرها في هاته الدورة 2013، وبين الدورتين شارك منتخبنا في الدورات التالية: نيجيريا (1980)، ليبيا (1982)، كوت ديفوار (1984)، مصر (1986)، المغرب (1988)، الجزائر (1990)، السنغال (1992)، جنوب إفريقيا(1996)، بوركينا فاسو (1998)، غانا ونيجيريا (2000)، مالي (2002)، تونس (2004)، انغولا(2010). إثيوبيا 1968: أول مشاركة وأول إقصاء في الدور الأول بعد غيابه عن الدورات الست الأولى، لأسباب سنتحدث عنها ذات يوم، تمكن من بلوغ نهائيات دورة إثيوبيا سنة 1968، حيث أوقعته آنذاك في المجموعة الأولى إلى جانب منظم الدورة المنتخب الإثيوبي إلى جانب كل من كوت ديفوار وأوغندا. دشن المنتخب الوطني دورة إثيوبيا بالخسارة أمام المنتخب الإيفواري وخسر اللقاء بنتيجة ثقيلة ثلاثية نظيفة،، وضعت منتخبنا الوطني في وضعية جد حرجة، لبلوغ الدور الموالي، لكن في مباراته الثانية، انتفض أشبال المدرب الروماني ماكري بقوة، وسجل فوزا ساحقا على المنتخب الأوغندي برباعية دون رد، سجل منها حسن لالماس ثلاثة أهداف، فيما سجل الهدف الرابع زميله في شباب بلوزداد، مختار كالام. فوز أعاد الأمل إلى المنتخب الوطني، لكن بنسبة ضئيلة كون منافسه اسمه إثيوبيا مستضيف البطولة، الذي كان مطالب بالفوز لبلوغ المربع الذهبي، وهو الذي حدث فوق الميدان، وتمكن أبناء (الحبشة) من هز شباك منتخبنا الوطني ثلاث مرات مقابل هدف يتيم لمنتخبنا الوطني، أقصت (الخضر) بصفة رسمية من البطولة. لكن بالرغم من هاته الخسارة إلا أن زملاء لالماس تركوا انطباعا جيدا، بتقديمهم لمباريات في المستوى رغم تلقيه لخسارتين، وفي نهاية الدورة اختير لالماس من بين أحسن اللاعبين في البطولة. مصر 1986: روجي ميلا يقصي"الخضر" في الدور الأول بعد ثلاث مشاركات متتالية في المستوى، بلوغ النهائي سنة 1980 بدورة نيجيريا، والمركز الرابع في دورة ليبيا 1982 والمركز الثالث في دورة كوت ديفوار 1984، جاءت مشاركة دورة مصر عكس الأحلام التي راودت الملايين من الجزائريين بقدرة (الخضر) ليس بلوغ الدور الثاني فحسب بل العودة بالكأس القارية، وهو الذي كان قد بلغ مونديال المكسيك 1986 بجدارة واستحقاق دون خسارة في التصفيات، آخرها الفوز على تونس في الدور الأخير ذهابا 4/ 0 بتونس و3/0 في الجزائر، وقبل ذلك كان أشبال المدرب رابح سعدان تفوقوا على زامبيا كذلك ذهابا في الجزائر 2/0 وإيابا في لوزاكا 1/0، لكن نتائج زملاء لخضر بلومي في دورة مصر كانت سلبية بخروجه في الدور الأول. المنتخب الوطني أوقعته عملية القرعة في المجموعة الثانية إلى جانب حامل لقب سنة 1984 المنتخب الكاميروني إلى جانب المنتخب المغربي المتأهل إلى جانب منتخبنا الوطني إلى مونديال المكسيك، والفريق الرابع المنتخب الزامبي. دشن المنتخب الوطني دورة مصر بالتعادل أمام زامبيا بدون أهداف، وبنفس النتيجة تعادل في المواجهة الثانية أمم المغرب، وضعت المنتخب الوطني أمام حتمية الفوز في مباراته الثالثة أمام الكاميرون إن أراد بلوغ الدور نصف النهائي، لكن وبرغم تقدمه في النتيجة أمام زملاء روجي ميلا بهدف من توقيع ماجر، إلا أن انتفاضة زملاء ميلا سمحت لهم بتوقيعهم لثلاثية كاملة، لم يشفع هدف كريم ماروك الموقع مباشرة بعد هدف (الثعلب) روجي ميلا من إنقاذ (الخضر) من مقصلة اللقاء، ليودع منتخبنا الوطني هاته الدورة من الباب الضيق. السنغال 1982: مهزلة زيغنشور بعد مشاركة إيجابية في دورة المغرب إنهائه البطولة في الصف الثالث على حساب مستضيف الدورة المنتخب المغربي، وفي الدورة الموالية التي أقيمت بالجزائر سنة 1990 توج باللقب وهو اللقب الإفريقي الوحيد في سجل منتخبنا الوطني ضمن 15 مشاركة، جاءت دورة السنغال سنة 1992، أكثر من سلبية، فرغم أن كان من بين أكبر المرشحين لبلوغ على الأقل المربع الذهبي، إلا أن كتيبة المدرب الشيخ عبد الحميد كرمالي، ظهرت كالأرانب، حيث مني في المواجهة الأولى أمام كوت ديفوار بثلاثية نظيفة، وضعت منتخبنا فوق كف عفريت، فكان إلزاما على زملاء رابح ماجر الفوز في مباراته الأخيرة على المنتخب الكونغولي إن أرادوا بلوغ الدور ربع النهائي، علما أن هاته البطولة ضمت لأول مرة أربعة أفواج وكل فوج يتكون من ثلاث منتخبات يتأهل إلى الدور ربع النهائي الأول والثاني من كل مجموعة، لكن الحلم الوردي الذي راود الشيخ كرمالي ولاعبيه ووعودهم بالانتفاضة أمم المنتخب الكونغولي تبخر فوق الميدان، حيث انتهت المباراة بالتعادل، أبعدت (الخضر( من البطولة في الدور الأول، ليطلق على مشاركة منتخبنا في دورة السنغال، بمهزلة زيغنشور نسبة إلى المدينة التي لعب فوقها (الخضر) مبارتيه. بوركينا فاسو 1998: ثلاث هزائم وعودة إلى الديار مبكرا بعد غيابه عن دورة تونس 1994 لأسباب تقنية لإشراك اللاعب مراد كعروف وهو تحت طائل العقوبة في مباراة الإياب أمام السنغال، اضطر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بإقصاء منتخبنا الوطني من المشاركة في دورة تونس 1994، سجل حضوره في الدورة الموالية بجنوب إفريقيا 1996 وبلغ فيها الدور ربع النهائي، لكن زملاء طارق لعزيزي مسيرتهم في البطولة توقفت في الدور ربع النهائي عقب خسارتهم أمام أصحاب الديار بهدفين لصفر. المشاركة الموالية سنة 1998 ببوركينا فاسو، جاءت مشاركة (الخضر) بقيادة المدرب عبد الرحمن مهداوي أكثر من سلبية، إن لم نقل ضعيفة جدا، بعد أن مني زملاء موسى صايب بثلاث هزائم متتالية، الأولى أمام المنتخب الغيني بهدف دون رد، وأمام أصحاب الدار بوركينا فاسو 2/1، ليضيف إلى رصيده هزيمة ثالثة، وهذه المرة كانت أمام المنتخب الكامروني بهدفين لواحد، فعاد (الخضر) إلى الديار يجرون أذيال الخيبة. جنوب إفريقيا 2013: إقصاء قبل اللقاء الثالث المشاركة الخامسة التي ودع فيها منتخبنا الوطني العرس القاري في الدور الأول، هو في هاته الدورة المقامة بجنوب إفريقيا، حيث شاءت الصدف أن يودع أشبال المدرب خاليلوزيتش البطولة التاسعة والعشرين في الدور الأول، قبل خوضهم المواجهة الثالثة والأخيرة في الدور الأول، بعد أن تكبد منتخبنا في مبارتيه الأوليتين الخسارة، الأولى كانت أمام المنتخب التونسي بهدف لصفر والثانية كانت أول أمس أمام المنتخب الطوغولي وبأي نتيجة 2/0، نتيجة وكما سبق الذكر في بداية هذا الموضوع أبقت رصيد (الخضر) بدون رصيد، مقابل ست نقاط للمنتخب الإيفواري بانتصارين على الطوغو 2/1 وعلى تونس 3/0، وثلاث نقاط للطوغو بخسارة أمام كوت ديفوار 2/1 وفوز على الجزائر 2/1، وبنفس الرصيد نجد المنتخب التونسي يفوز على الجزائر 1/0 وخسارة أمام كوت ديفوار 3/0، مما يضع اللقاء الثالث لمنتخبنا الوطني بعد غد أمام المنتخب الإيفواري بدون فائدة، بعدما عرف مصير قدره وهو الخروج من البطولة قبل الأوان وبات أول منتخب يودع دورة جنوب إفريقيا في الدور الأول، كما أن من بين المنتخبات القليلة التي دخلت مرماه في مبارتين ثلاث إصابات دون أن يسجل أي هدف. من المسؤول عن الخيبة بجنوب إفريقيا الآن وقد سقط الفأس في رأس (الخضر) وفصل الرأس على الجسم، ترى من المسؤول عن إخفاق منتخبنا الوطني في هاته الدورة؟ ومن يتحمل الإخفاق، هل اللاعبين أم المدرب أم هناك أسباب قد تبقى غامضة غموض من أوشى للاتحاد السنغالي بالتقدم بالاحتراز ضد اللاعب مراد كعروف سنة 1993 على أن مشاركته في مواجهة الذهاب في التصفيات أمام السنغال غير قانونية. البعض قد يحمل المسؤولية للمدرب البوسني خاليلوزيتش بسبب اختياراته التكتيكية، والطريقة التي طبقها هذا المدرب والذي يتقاضى راتبا شهريا يساوي 200 مرة ما أتقاضاه أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا.... إضافة إلى البوسني خاليلوزيتش، هل يتحمل مسؤولية الخروج المخزي لمنتخبنا الوطني اللاعبون بعدما فشلوا في زرع الفرحة والبهجة لملايين الجزائريين، وهم الذين وفرت لهم كل الإمكانيات المادية والمعنوية لتحقيق نتائج إيجابية، لكن للأسف حدث مالم يكن يتوقعه أحد ليقصى المنتخب الوطني قبل الأوان، ويعود إلى الديار مثقلا بهزيمة "العار". خمس دورات في نقاط * من بين الأربع دورات التي ودع فيها منتخبنا الوطني العرس القاري في الدور الأول دون احتساب هاته الدورة، كون هناك مباراة متبقية هذا الأربعاء أمام المنتخب الإيفواري، حقق فوزا واحدا وخسارتين في دورة 1968 بإثيوبيا. * في دورة 1986 بمصر، أقصي المنتخب الوطني في الدور الأول بعد أن حقق تعادلين وخسارة. * في دورة 1992 بالسنغال خاض منتخبنا الوطني مبارتين فقط، تعادل في واحدة وخسر مثلها، فعاد إلى الديار وهو الذي ذهب إلى السنغال للدفاع عن لقبه الإفريقي في دورة الجزائر 1990. * في دورة بوركينا فاسو سنة 1998، لعب المنتخب الوطني بقيادة المدرب عبد الرحمن مهداوي أسوء مشاركة له في نهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث أنهى البطولة في المركز الأخير دون أن يحقق أي نقطة، بعد تلقيه لثلاث هزائم متتالية أمام كل من غينيا 1/0 وبوركينا فاسو والكاميرون بنفس النتيجة 2/1. * الآن نتوقف في هاته الدورة، فحتى وإن بقيت مباراة لمنتخبنا في جنوب إفريقيا، سيخوضها هذا الأربعاء أمام المنتخب الإيفواري، إلا أن زملاء لحسن خرجوا من البطولة بطريقة مخزية، بعد تلقيهم لخسارتين، 1/0 أمام تونس و2/0 أمام الطوغو، ليبقى رصيد منتخبنا دون نقاط، مقابل ست نقاط لكوت ديفوار وثلاث نقاط لكل من الطوغو وتونس، لكن الأفضلية للمنتخب الطوغولي بزائد واحد، مقابل ناقص اثنين للمنتخب التونسي، المحكوم عليه الفوز الأربعاء على المنتخب الطوغولي إن أراد بلوغ الدور الموالي، فيما يخوض منتخبنا الوطني مواجهة كوت ديفوار أشبه بالودية بعد أن عرف مصيره المحتوم وهو الخروج من البطولة مبكرا، إذا لا غرابة إذا تجرع منتخبنا الهزيمة الثالثة في هاته الدورة ويعود إلى الديار كما عاد أسلافهم من دورة بوركينا فاسو عام 1998 بدون نقطة من ثلاث هزائم. * في نظرة خاطفة عن عدد الأهداف التي وقعها منتخبنا الوطني خلال الدورات التي أقصي فيها في الدور الأول، نجد أن خط هجوم (الخضر) سجل في 13 مباراة ودائما دون احتساب مباراة كوت ديفوار المقبلة، إلا عشرة أهداف، مقابل 21 هدفا، بناقص 11 هدفا، فارق يبين مدى هشاشة دفاع منتخبنا في الدورات التي ودع فيها العرس القاري في أول دور. * أما بخصوص المدربين الذين كانوا على رأس العارضة الفنية لمنتخبنا الوطني وودع فيها الدور الأول، نجد ثلاثة منهم محليون واثنان أجانب، الروماني ماكري في دورة 1968 والبوسني الحالي خاليلوزيتش في هاته الدورة، ورابح سعدان في دورة مصر 1986 والشيخ عبد الحميد كرمالي في دورة السنغال سنة 1992 وعبد الرحمن مهداوي في دورة بوركينا فاسو سنة 1998. * أخيرا وفي نظرة عن عدد النقاط التي حصدها منتخبنا الوطني في الدورات الخمس التي ودع فيها البطولة من الدور الأول، نجده قد حصد إلا ست نقاط من بين 39 نقطة، نصفها في دورة إثيوبيا 1968، ونقطتين في دورة مصر 1986 ونقطة واحدة في دورة السنغال 1992 ولا شيء في دورة بوركينا فاسو.