كشف الأكاديمي الإسرائيلي المعروف البروفيسور آفي شلايم النقاب عن تفاصيل جديدة حول قضية محاولة الموساد عام 1997 اغتيال خالد مشعل رئيس الدائرة السياسية في (حماس) في الأردن. وجَّه الأكاديمي العبري انتقادات لاذعة جدًّا للمستويين الأمني والسياسي في الدولة العبرية وذلك في مقالٍ نشره في صحيفة (معاريف) العبرية، حيث قال: إن أركان الدولة العبرية يُحاولون طيلة الوقت إقناع الجمهور الإسرائيلي بأنه لا يوجد زعماء عرب للتحدث معهم والخوض في مفاوضات لإحلال السلام، لكن الحقيقة لم يكن هناك من يمكنه الحديث في الجانب الإسرائيلي على وجه الخصوص. وللتدليل على رؤيته، أورد الأكاديمي قضية محاولة الموساد 25 سبتمبر 1997 اغتيال مشعل في العاصمة الأردنية عمان. وأردف قائلاً: إنه قبل ثلاثة أيام من محاولة الاغتيال نقل الملك حسين إلى تل أبيب بشكل شخصي اقتراحًا من حماس ينص على وقف إطلاق النار (هدنة) لمدة ثلاثين عامًا، كما أشار إلى أن العاهل الأردني الحسين بن طلال آنذاك فسر عملية الموساد في عمان كانعدام اهتمام من جانب إسرائيل بوقف النار، لاسيما وأن الأردنيين قبل بضعة أيام من ذلك عادوا ليصادقوا على التزامهم بالتعاون مع الموساد في مكافحة ما أسماه ب(الإرهاب)، وكشف النقاب أيضًا عن أن جميع الأردنيين الذين تحدث معهم افترضوا أن رئيس الوزراء في تلك الفترة بنيامين نتنياهو هو الذي أصدر الأمر بتنفيذ عملية الاغتيال. وأضاف الأكاديمي: إن الجنرال في الاحتياط داني ياتوم هو المسؤول الحصري عن الخطأ؛ حيث إنه لم ينقل لرئيس الوزراء فورًا الرسالة ذات الأهمية العليا من الملك حسين حول اقتراح حماس بوقف النار لمدة 30 سنة، وكذلك الإهانة الشخصية للملك الذي استضاف ياتوم وعائلته في العقبة قبل وقت قصير من محاولة الاغتيال. وقد ألقى ياتوم آنذاك باللائمة على نتنياهو، الذي أمر بتنفيذ العملية رغم اطلاعه على تقرير يقول: إنه سيلحق ضررًا فادحًا بالعلاقات مع الأردن، ومع ذلك أمر بتنفيذها قائلاً: إنه بالإمكان تصحيح الأمر بمختلف الطرق الدبلوماسية، لافتًا إلى أن تقديرات نتنياهو كانت خاطئة جدًّا. وأقر رئيس الموساد الأسبق بأن هذه العملية انتهت بفشل سياسي خطير، وليس فقط بالفشل العسكري، حيث إن إسرائيل اضطرت إلى إطلاق سراح مؤسس حماس ورئيسها في ذلك الوقت الشيخ أحمد ياسين، و20 أسيرًا أردنيًّا آخر، وتركت جرحًا لم يندمل في العلاقات بين إسرائيل والأردن.