محمود المبحوح صنفت دراسة سرية تم نشرها على نطاق ضيق هذا الأسبوع، أهم الأخطاء والكوارث التي ارتكبها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، الموساد، مبينة أن تلك الأخطاء ساهمت في إحداث كوارث كبيرة على مستوى الداخل الإسرائيلي والعالم، ويأتي في مقدمتها، محاولة الاغتيال الفاشلة لزعيم حماس، خالد مشعل، وفي المرتبة الثانية، اغتيال نادل جزائري تم الاعتقاد أنه ناشط فلسطيني في السبعينيات؟! * ويأتي نشر هذا التقرير عبر مجلة "المشاهد السياسي اللندنية" التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية، موازاة مع الحديث المتكرر عن قرب انتهاء ولاية مائير داغان على رأس الموساد الشهر المقبل، لكن بنيامين نتنياهو قرّر أن لا يجدّدها، حيث تساءلت لماذا سقط رأس الموساد بعد سلسلة عمليات اغتيال ناجحة آخرها تصفية المبحوح في دبي؟ ولماذا تخلّى صانعو القرار الإسرائيلي عن خدماته؟ * وجاء في التقرير ذاته، أن الموساد نجح خلال اثنين وستين عاماً في اغتيال العشرات من القيادات الفلسطينية والعربية، وكانت مصر من الساحات الأولى التي مارس فيها التخريب، كما نجح الموساد في الحصول على ثماني سفن حربية لإطلاق الصواريخ من فرنسا في العام 1968، لكن الحظر الذي فرضه الرئيس شارل ديغول آنذاك عطّل شحنها إلى إسرائيل، كما قام الموساد باختطاف عالم الذرّة اليهودي الشهير مردخاي فعنونو وإعادته إلى إسرائيل وتقديمه للمحاكمة، لأنه أفشى أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي. ويشهد ملف الصراع العربي الإسرائيلي نشاطاً كبيراً للموساد في اغتيال الشخصيات العربية والفلسطينية داخل الوطن العربي وخارجه، وعلى سبيل المثال لا الحصر، قام الموساد بمحاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عمان في العام 1997، لكن إسرائيل، وبضغط من الملك الراحل حسين، قامت بإرسال دواء مضادّ الترياق وتمّ إنقاذ حياته. إضافة الى اغتيال العديد من القادة الفلسطينيين في بيروت، وخليل الوزير في تونس، وعالم الذرّة الكندي جيرالد بول الذي قام بتطوير برنامج العراق العسكري في غرفته في العاصمة البلجيكية. وقائمة الاغتيالات تطول حيث وصلوا إلى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والقائد في حزب الله الحاج عماد مغنيّة، وعلي سلامة مسؤول الأمن في منظمة التحرير. لكن، التقرير يكشف عند التقليب في ملف الموساد، أن النجاح لم يكن الديدن الدائم له في عملياته، مصنفا في هذا السياق، العمليات التي قال إنها منيت بفشل كبير، وفي مقدمتها، فشل اغتيال خالد مشعل، إضافة إلى اغتيال أحمد بوشيقي في7 يناير 1974 وهو مواطن من أصل جزائري كان يحمل جواز سفر مغربيّ، ظنّاً منهم أنه علي سلامة، كما أن الموساد فشل في حماية رئيس الوزراء إسحق رابين، الذي اغتاله أحد المتطرّفين اليهود ويدعى إيغال أمير في العام 1995، حيث قتل أيضاً مواطن سويدي بالخطإ، الأمر الذي أدّى إلى إقالة رئيس الموساد آنذاك. * ولم ينس التقرير الإشارة، إلى عملية أسطول الحرية، الذي تم اختراقه من طرف الموساد، حيث وصف العملية بالفاشلة، نظرا لما جلبته من أزمات سياسية على تل أبيب، حتى من أقرب حلفائها، مبينا أن عملية أسطول الحرّيّة أغرقت مدير الموساد الحالي لتكون نهايته شبيهة بنهاية سلفه داني ياتوم بعدما ظهر فشله. ولعلّ من المفيد الإشارة بأن هناك توجّهاً لعدم تجديد ولاية كل من ديسكن وداغان لتحفّظهما على توجيه ضربة لإيران، وأن هذه الإشارة تفيد أيضاً بأن منسّق المفاوضات في قضية صفقة تبادل الأسرى حجاي هداس هو من المرشّحين لتولّي منصب رئيس جهاز الموساد بدلاً من داغان.