تعرضت المنطقة الصناعية لبابا علي مرة أخرى، وفي ظرف أشهر قليلة لعملية سرقة كوابل الهاتف، فلقد استطاعت بعض العصابات التسلل ليلا والاستيلاء على الكوابل، موقعة شللا تاما في المنطقة. تحولت المنطقة الصناعية ببابا علي التابعة لبئر توتة بالعاصمة، إلى هدف سهل أمام بعض العصابات المنحرفة المتخصصة بسرقة كوابل الهاتف، ففي ظرف أشهر قليلة تعرضت المنطقة إلى حوالي 11 عملية سرقة، وفي كل مرة تتسبب هذه العملية في شلل تام للمؤسسات الاقتصادية المتواجدة بهذه المنطقة الصناعية التي تعتبر من بين أهم المناطق الصناعية بالعاصمة، بالنظر إلى احتوائها على أهم وأكبر الشركات الوطنية والمصانع. فلا هاتف ولا فاكس ولا حتى انترنت، فالمنطقة معزولة عن العالم الخارجي، ومعاملاتها الاقتصادية جمدت وأجلت إلى اجل غير مسمى، والخسائر المادية دوما تكون مرتفعة وباهظة في مثل الحالات، والمشكل أن المنطقة التي تعرف شللا تاما منذ أكثر من 10 أيام متواصلة، ولا تعرف متى بالتحديد يتم إعادة توصيل كوابل جديدة من طرف اتصالات الجزائر، والتي عادة ما تطول إلى أكثر من أسبوعين، وخلال ذلك تجبر هذه المؤسسات الوطنية أو الخاصة على تأجيل معاملاتها أو نقلها إلى خارج المنطقة. والخطير في الأمر أنه حتى ولو لجأت اتصالات الجزائر إلى حل هذا الموضوع عن طريق إعادة تنصيب كوابل جديدة وبالتالي فك العزلة عن المنطقة الصناعية ببابا علي، فإن الأمر سرعان ما سيعود مجددا إلى المنطقة التي باتت هدفا سهلا أمام هذه العصابات المتخصصة في سرقة الكوابل بهدف استخراج النحاس منها وإعادة بيعه في الأسواق الموازية بأسعار بخسة مقارنة مع الأرباح التي يجنيها المختصون في شراء هذه النحاس من لصوص الكوابل ثم إعادة بيعه بأسعار كبيرة. فكان بالأجدر على اتصالات الجزائر التي تتكبد خسائر مادية كبيرة، في هذه العمليات التي تستهدف سرقة كوابلها والتي تضطر في كل مرة إلى إعادة تنصيب كوابل أخرى، أن تبادر إلى إيجاد حل يضع حدا لهذه العصابات من خلال دفن الكوابل، وبالتالي سيعجز لصوص الكوابل الذين هم في الغالب في أعمار صغيرة أن تصل أيديهم إليه.. كما أن المؤسسات المتواجدة بعين المكان تشكو غياب مصالح الأمن المنوط بهم حماية هذه المنطقة من خلال منع تكرار عمليات السرقة، التي بلغت حدا لا يمكن السكوت عنه، فمصالح الأمن مطالبة بالتدخل الفعلي في هذه القضية ومباشرة مطاردة هذه العصابات التي أصبحت تحكم قبضتها على المنطقة والدليل أنها تخترق في كل مرة المنطقة الصناعية وتنجح في عزلها عن العالم الخارجي، بالإضافة إلى التسبب بخسائر مادية فادحة لاتصالات الجزائر، فإلى متى ستبقى مافيا النحاس مسيطرة على المنطقة الصناعية ببابا علي؟