عاد النشاط إلى المؤسسات الاقتصادية والمصانع المتواجدة بالمنطقة الصناعية لبابا علي في بئر توتة ولو بشكل ظرفي، بعد أكثر من شهرين من الجمود الذي عصف بها للمرة الثامنة على التوالي في ظرف أشهر قصيرة، على إثر سرقة الكوابل الهاتفية للمنطقة من طرف عصابات متخصصة في سرقة وبيع النحاس في الأسواق الموازية. وحسب بعض العمال في هذه المنطقة الصناعية التي تعد من أهم المناطق الصناعية في العاصمة، بالنظر إلى احتوائها على عدد هام من أكبر المنشآت الاقتصادية بالجزائر، فقد كانوا يتوقعون من السلطات المعنية أن تجد حلا نهائيا وجذريا لهذه العملية التي باتت تستهدف المنطقة بشكل خطير ومتكرر، والمشكل في الأمر أن الأضرار المادية التي تتكبدها هذه المؤسسات الاقتصادية بالنظر إلى شلل شبكة الاتصالات مع العالم الخارجي وشركائها، فلا هاتف ولا فاكس ولا إنترنت أي انعدام كل وسائل الاتصال الحديثة التي تعتمد عليها كليا معاملات هذه المؤسسات والمصانع.. وللإشارة فإن الأضرار المادية والخسائر لا تقتصر فقط على المؤسسات الاقتصادية والمصانع المتواجدة بالمنطقة الصناعية ببابا علي المستفيدة من خدمات الاتصال، بل إنها تمس وبشكل أكبر اتصالات الجزائر، فالخسائر تعد بالملايير سنويا جراء عمليات سرقة الكوابل، ورغم أن اتصالات الجزائر تعيد في كل مرة تجديد الشبكة وتوصيل كوابل جديدة لفك العزلة على المناطق التي تستهدفها هذه العصابات المتخصصة في سرقة كوابل الهاتف بهدف استخلاص النحاس وبيعه في الأسواق الموازية، وفي بعض الأحيان يصل هذا النحاس إلى الحدود لتهريبه حسب بعض المصادر الأمنية على مستوى الشرطة القضائية لوسط العاصمة، والتي أكدت لنا أن عملية سرقة الكوابل الهاتفية تستهدف منطقة دون أخرى وتختلف نسب ارتكابها على حسب المواقع، فمثلا في وسط العاصمة، تناولت الشرط القضائية منذ بداية السنة 5 قضايا متعلقة بسرقة الكوابل، تورط فيها 9 متهمين، إلا أن عدد هذه القضايا يبقى بعيدا بالمقارنة مع الجهة الغربية للعاصمة، فحسب ذات المصدر فإن أكثر العمليات من هذا النوع تقع في الجهة الغربية كبابا علي مثلا والتي أصبحت هدفا لعصابات تتألف في الغالب من مراهقين بالنظر إلى أن العملية خطيرة وتتطلب المرونة والسرعة في التنفيذ قبل اكتشاف أمرهم وقبل أيضا تعرضهم للتكهرب على الكوابل.. وللعلم فإنه كان من المنتظر على مستوى بابا علي وبالنظر إلى التصعيد الخطير الذي مسها خلال الأشهر الماضية من خلال تعرضها في العديد من المرات إلى عملية سرقة الكوابل الهاتفية وبالتالي الشلل التام الذي تضررت منه بشكل كبير المؤسسات الاقتصادية والمصانع المتعددة التوجهات في هذه المنطقة الصناعية، شرعت المصالح المختصة في تنصيب الكوابل الهاتفية تحت الأرض وهذا لتفادي تكرار عملية السرقة في المنطقة، وهذه المبادرة لقيت استحسانا كبيرا لدى المؤسسات المعنية المتواجدة بالمنطقة، والتي من شأنها ضمان عدم تعرض المنطقة إلى تكرار السرقة من طرف العصابات المتخصصة بذلك، إلا أن الأمر تعلق فقد بقسم من شبكة الكوابل المتواجدة بالمنطقة، فيما بقي قسم من الكوابل في الهواء كهدف سهل للعصابات الناشطة في المنطقة.