تعرف المنطقة الصناعية ببابا علي منذ أكثر من أسبوع، انقطاعا كاملا في شبكة الهاتف والأنترنت، وهذا بعد أن تعرضت المنطقة إلى سرقة الكوابل النحاسية من طرف بعض العصابات الناشطة في بابا علي. وللإشارة فإن عملية السطو هي ليست الأولى من نوعها في المنطقة الصناعية في بابا علي، فقد شهدت المنطقة خلال الأشهر الماضية عدة حالات انقطاع قدرها البعض ب7 حالات انقطاع خلال المدة الأخيرة فقط، والتي تدوم أحيانا لأكثر من 15 يوما، والمشكل أن المنطقة تضم أهم الشركات والمصانع العمومية والخاصة، وتعطل شبكة الهاتف والأنترنت يجمد ويشل تعاملاتها الاقتصادية والمالية اليومية التي تقوم بها. فلقد عبر العديد من الموظفين في هذه المؤسسات عن تذمرهم واستيائهم الشديد من هذه الحالة التي تمسهم كل مرة، بحيث تتراكم عليهم أعمالهم بسبب هذا الشلل ويضطرون حتى للاستعانة بالهواتف العمومية خارج مؤسساتهم والذهاب إلى مقاهي الأنترنت، والمشكل حسبهم أن الأمر يدوم فترة ليست بالقصيرة، فإجراء تصليح الكوابل يأخذ وقتا يدوم أكثر من أسبوع.. وللعلم فلقد انتشرت سرقة كوابل الهاتف في المدة الأخيرة بشكل كبير واستفحلت خاصة في المناطق البعيدة عن الرقابة، حيث تتخصص بعض العناصر في سرقة الكوابل وفي الغالب يكونون من فئة الأطفال والمراهقين، ثم يبيعونها في السوق الموزاية حيث تستخرج منها مادة النحاس التي لها قيمتها عند هؤلاء الباعة الذين يجنون أرباحا طائلة وراء هذه العمليات، في حين أن منفذي عمليات السرقة والسطو على كوابل الهاتف، لا تدخل جيوبهم المهترئة إلا بعض الدنانير رغم خطورة عملية السرقة خاصة من ناحية احتمال تعرضهم للتكهرب.. فهذه العمليات المتفرقة لسرقة الكوابل التي تشهدها المنطقة الصناعية ببابا علي وغيرها من المناطق في العاصمة، تكلف خزينة الدولة أموالا طائلة تصل إلى الملايير، فاتصالات الجزائر تحصي آلاف عمليات السطو على الكوابل الهاتفية بهدف استغلال النحاس، رغم ما تبذله من مصالح الأمن من ناحية مطاردة هذه العصابات إلا أن الأمر يبدو صعبا لأنهم يطاردون أطفالا مستغلين من طرف سماسرة السوق الموازية. وفي جانب آخر فرن الموظفين في بعض المؤسسات المتواجدة بالمنطقة الصناعية ببابا علي، يوجهون نداء استغاثة إلى السلطات الوصية، من أجل إجراء عملية تهيئة عاجلة لطرقات المنطقة التي غرقت مؤخرا في الأوحال وتحوّلت إلى مستنقع كبير، خلال التقلبات الجوية الأخيرة، فلقد تخوف البعض من شتاء أسود آخر في المنطقة الصناعية ببابا علي في وسط هذه الظروف التي وصفوها بالكارثية، فحتى الموظفون في المؤسسات والشركات الحكومية المتواجدة بعين المكان، تفاجأوا بالسيول التي تسربت إلى غاية مكتبهم ولا يزالون إلى الآن وبعد أسبوع من تحسن الأحوال الجوية، يعانون وسط الأوحال التي حسبهم ستتحول إلى مستنقع كبير خلال فصل الشتاء القادم، إذ لم تتدخل السلطات الوصية لإنقاذهم من هذا الوضع الذي سيتسبب في إتلاف حتى الأجهزة والآلات في هذه المؤسسات..