عرف الغش والاحتيال طرق متنوعة ومتطورة في الوقت الحالي حيث مس جميع الميادين المعيشية دون أي استثناء حتى وان تعلق الأمر بالناحية الدينية التي يفترض أن تكون خالية من كل التلاعب إلا أن الغاية أصبحت تبرر الوسيلة والباقي لا يهم ما دامت تجني أرباح مضاعفة بعيدا عن الشروط المفروضة وهو الحال الذي وصلت إليه الرقية الشرعية ببلدنا. ومع أن الرقية الشرعية تستند إلى أسس وشروط معينة ينبغي على الإنسان الراقي أن يتقيد بها ويحترمها، إلا أن الواقع تغير حيث بات أصحاب النفوس المريضة يستعملون الدين للسخرية من الآخرين بهدف تحقيق أغراض شخصية وجمع المال على حساب المرضى المغفلين الذين يرتمون بين أيادي قاسية لا تعرف الرحمة ولا تخاف من الله فهمها الوحيد تحقيق مكاسب ذاتية على حساب صحة وراحة غيرهم حيث أصبح المشعوذون يمارسون عملهم تحت شعار الرقية الشرعية مع استعمالهم لأدوات منافية وعقاقير لمعالجة المريض بعدما بات المجتمع الجزائري بأكمله يعاني ويتخبط في هستريا تدعى الرقية الشرعية ليجد هؤلاء ضالتهم في استعمال تعويذاتهم من اجل علاج الناس ليكون ضحاياها أعداد لا تحصى ولا تعد ومنها حالات وصل الأمر بها إلى حد الموت وآخرون عبروا طريق الجنون بسبب تعويذات السحر المجربة ضدهم وكأنهم حقل تجارب. في الشأن ذاته أفادنا احد المواطنين أن فئة النساء هن الأكثر تضرراً من هذه الأمور بسبب إيمانهم ولجوئهم إلى مثل هذه الأماكن بمجرد سماعهم بوجود راق اشتهر من قبل البعض منهن في منطقة معينة وأمام ارتفاع حالات القلق الناتجة عن ظروف اجتماعية قاهرة دفعت بالأغلبية منهم إلى انتهاج هذا الطريق وإقبال الكثيرين على الرقية الشرعية والتداوي بالقرآن، بما أنه لا يكلف كثيرا مقارنة بالأطباء، هذا ما جعل عدد الرقاة يتضاعف في وقت قياسي بحيث لا يكاد يخلو حي في البلاد من ممتهني هذه الحرفة. وقد انتشرت في الوقت الحالي حالات غريبة لم يكن لها وجود في الوقت الماضي هي حالات لرقاة اعتدوا على مرضاهم بأفعال لا أخلاقية وآخرون قاموا بقتل المريض نتيجة استعمال وسائل وأدوات منافية تماما أو من خلال تلك التعويذات التي تجعل من المريض يتخبط ويعتصر ألما من الحالة التي وصل إليها ليرجع الراقي المزعوم السبب إلى الجني الذي يسكن الجسد وان تأثره بالتعويذات تجعله يقوم بتلك الحركات اللاشعورية دون وعي المواطن انه ينجر إلى طريق الهلاك لا محالة، فكثيرا ما سمعنا بمثل هذه الحالات التي رددتها الألسن عن رقاة يقومون بضرب المريض باستعمال عصى خشبية لإخراج الجن واغرب حكاية كانت ل"سهام" التي تبلغ من العمر 26 سنة روت لنا قصتها عندما وقعت في أيدي راقي يستعمل في أسلوب رقيته الخنق بقطعة القماش لمعالجة مرضاه من خلال قولها: (كدت افقد حياتي في ذلك اليوم الذي قام فيه احد الرقاة برقيتي بالرغم من أنني لم أكن بحاجة إليها لأنني كنت أعاني حالة نفسية وكنت أداوم لدى أخصائية نفسية ،ولكن وككل عائلة جزائرية يصعب في بعض الأحيان إقناع الأبوين اللذان قاما بإحضار ذلك الراقي للبيت، بشيء اسمه الطبيب النفسي ما جعل الراقي يقوم بلف قطعته القماشية حول عنقي بحجة إخراج الجن الذي يسكنني دون أن يعلم انه يقوم بإخراج الروح مني وليس الجني ،مما جعل من الرقية الشرعية لعبة في يد السفهاء قاموا بتدنيسها واستعمالها لمصالحهم الشخصية لجمع المال لا أكثر).