بعد دخول أعوان شبه الطبي في إضراب مواعيد مؤجلة والعائلات قلقة على مرضاها تعيش أغلب المستشفيات حالة من الغليان بعد رفع أعوان شبه الطبي لشعار الإضراب مما سيزيد وضعية مستشفياتنا سوءا وهو الأمر الذي انقلب بالسلب على المرضى وعائلاتهم، بحيث تعرضوا إلى تأجيل مواعيدهم الطبية، كما تخوف بعض أهالي المرضى من تأثير الإضراب على متابعة ذويهم المرضى خصوصا هؤلاء الذين استلزمت حالتهم الخضوع إلى عمليات جراحية مستعجلة لاسيما وأن هؤلاء الأعوان لهم وزن على مستوى أغلب المستشفيات ويساهمون بخدماتهم في تلبية حاجيات المرضى ومداواة أعراضهم. نسيمة خباجة انتقلنا إلى بعض المستشفيات في اليوم الأول من الإضراب على غرار مستشفى زميرلي بالحراش وكذا مستشفى الدويرة ومصطفى باشا الجامعي فقابلنا هؤلاء الأعوان بمآزرهم البيضاء وهم يحملون شعارات الإضراب، وقابلتهم من الجهة الأخرى عائلات المرضى وحتى المرضى بوجوههم المستاءة خوفا من تأثير الإضراب على حالاتهم المستعجلة وتأجيل مواعيدهم، وهي النتيجة السلبية التي يتصادف بها القادمون إلى المستشفيات في فترة الإضراب خاصة وأن منهم من يقطعون عشرات الكيلومترات بحثا عن الشفاء فيصدمون بشل الإضرابات المتواصلة لبعض الخدمات على مستوى المستشفيات. اقتربنا من بعض المرضى على مستوى مستشفى زميرلي بالحراش فأبانوا اصطدامهم بخبر الإضراب الذي أعلنه أعوان السلك شبه الطبي دون سابق إنذار ورعبوا أكثر من تأثير الإضراب على حالاتهم المرضية المستعصية وتأجيل مواعيدهم، منهم أحد المرضى القادم من ولاية وهران لأجل متابعة كشف على مستوى الظهر، إذ أخبرنا أنه تفاجأ لخبر الإضراب وأحبطت معنوياته خاصة وأنه يعاني من آلام حادة على مستوى الظهر. نفس ما بينته إحدى العجائز التي خضعت إلى عملية جراحية ووفدت إلى المستشفى من أجل إجراء فحص دوري، إذ قالت إنها فوجئت بتأجيل موعدها إلى إشعار آخر بسبب الإضراب وتخوفت كثيرا من الآلام التي تنتابها من حين لآخر. السيدة منال وفدت إلى المستشفى من أجل إجراء بعض تحاليل الدم المستعجلة إلا أنها لم تحظ بالاستقبال اللائق، خاصة وأن الأعوان كانوا في إضراب عن العمل فحتم عليها الأمر إجراء التحاليل بعيادة خاصة بمبلغ مرتفع لإعداد ملف إجراء عملية جراحية على مستوى المعدة. وكانت وجهة بعض المرضى الطب الخاص بعد أن أجبرتهم الظروف ووقفوا حائرين بين عللهم وبين الشلل المتفاوت الذي تعرضت إليه أغلب مستشفيات الوطن فأجبروا على الاتجاه إلى العيادات الخاصة التي تستبشر دوما بالإضرابات لفرض مبالغ خيالية على المرضى واستنزاف جيوبهم في كل وقت وحين، ما أخبرتنا به السيدة فريال التي قالت إنها سوف تخضع إلى فحص دقيق على مستوى الحنجرة وأجبرت على إجرائه خارج المستشفى بمبلغ 2500 دينار ورأت أن المبلغ هو مرتفع إلا أنها لم تجد الحل بعد تأجيل موعد الفحص على مستوى المستشفى وخوفا من تطور حالتها وأعراضها فضلت إجراءه على مستوى عيادة خاصة. وألقى بذلك الإضراب بظلاله على المرضى وأجبرهم على الذهاب إلى العيادات الخاصة واستنزاف أموالهم ليبقى البعض الآخر في انتظار وقف الإضراب واحتملوا جبرا تأجيل مواعيدهم وآلامهم في نفس الوقت بالنظر إلى عسر حالتهم المادية وعدم قدرتهم على العلاج بالعيادات الخاصة.