طالبان تتحدّث عن 11 قتيلا مصرع 5 أمريكيين في أفغانستان قتل ستّة أفراد من قوة الحلف الأطلسي، بينهم خمسة أمريكيين، في هجومين وقعا السبت في جنوب وشرق أفغانستان، في يوم هو الأكثر دموية للتحالف الدولي منذ نحو ثمانية أشهر. تزامنت هذه الخسائر، وهي الأسوأ منذ الثامن من جويلية الفائت حين قضى سبعة من جنود الأطلسي في هجومين مختلفين في شرق وجنوب البلاد، مع وصول الجنرال مارتن دمبسي رئيس أركان الجيوش الأمريكية المشتركة في زيارة مفاجئة إلى أفغانستان. وأوضح مصدر أمني في واشنطن أن خمسة من القتلى الستّة أمريكون، وهم ثلاثة جنود ومدنيان. أمّا القتيل السادس فهو أفغاني وفق بيان للخارجية الأمريكية تحدّث عن سقوط قتلى (أمريكيين وأفغان) في ولاية زابل. ووقع الهجوم الأخطر السبت في ولاية زابل غير المستقرّة في جنوبأفغانستان. وقالت قوة الأطلسي لإرساء الاستقرار في أفغانستان (إيساف) في بيان: (قتل ثلاثة جنود من إيساف ومدنيان يعملان لحساب التحالف في هجوم بقنبلة محلية الصنع). لكن متحدّثا باسم (إيساف) قال في اتّصال هاتفي مع (فرانس برس) إن الهجوم المذكور تمّ بواسطة سيّارة مفخّخة. من جانبه، أفاد الجيش الامريكي في بيان بأن هجوما آخر شنّه من أسماهم (المتمرّدين) وهذه المرّة في شرق أفغانستان أسفر عن مقتل مدني أمريكي، من دون أن يدلي بتفاصيل إضافية. ومن ناحيته، أدان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الهجوم الذي أدّى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين ومدني أمريكي وآخر أفغاني، وكذلك موظفة في وزارة الخارجية الأمريكية. وأوضح كيري أن أربعة موظفين آخرين في وزارة الخارجية جرحوا في اعتداء زابل، أحدهم أصيب بجروح بالغة. وتبنّى متمرّدو طالبان هجوم زابل وتحدّثوا على موقعهم الالكتروني صوت الجهاد عن (هجوم استشهادي) تمّ تنفيذه فيما كان (الحاكم المحلّي يقترب من تجمّع للمحتلّين الأجانب بهدف زيارة مستشفى تمّ بناؤه حديثا). وخلَّف الانفجار أيضا ضحايا مدنيين أفغانا، على ما أضافت (إيساف) التي لم تحدِّد جنسية الجنود القتلى. وأفاد مسؤول محلّي طالبا عدم كشف اسمه بأن (سيّارة مفخّخة انفجرت صباح السبت في منطقة قلعة ولاية زابل لدى مرور قافلة للحلف الأطلسي فأوقعت عددا كبيرا من الضحايا). ووفق موقع (إيساف) فإن جنودا رومانيين وأمريكيين ينتشرون في زابل. وقال أشرف ناصري حاكم زابل ل (فرانس برس): (كنّا في طريقنا لحضور البرنامج المقرّر حين دوّى انفجار قرب موكبنا. كانت هناك آليات وجنود أجانب قرب مكان الانفجار)، وأضاف أن (طبيبا ومدنيا قتلا وأصيب اثنان من الحرّاس الشخصيين). وتحدّثت طالبان من جهتها عن مقتل 11 من المحتلّين وإصابة تسعة آخرين، فضلا عن مقتل أحد حرّاس الحاكم وإصابة اثنين. ورغم مرور 11 سنة على انتشار قوات الحلف الأطلسي لم تتمكّن من التغلّب على حركة طالبان التي أطاحت بحكمها في 2001، وتواصل طالبان عملياتها ضد القوات الدولية والأفغانية خصوصا في جنوب وشرق البلاد. والأربعاء الماضي شنّ مقاتلو طالبان هجومهم الأعنف في 16 شهرا في ولاية فرح (غرب) القريبة من الحدود الإيرانية، وأسفر الهجوم الذي استهدف محكمة عن 46 قتيلا. و2013 عام مصيري بالنّسبة بأفغانستان، فقوة (إيساف) التي ما تزال تنشر مائة ألف عنصر على الأرض معظمهم أمريكيون تواصل انسحابها من البلاد على أن تنجزه في نهاية 2014. ويتمّ تدريجا نقلُ المسؤوليات الأمنية إلى القوات المحلّية التي ما تزال تفتقر إلى العتاد، خصوصا الإمكانات الجوية. ورغم أن قوات الأمن الأفغانية تضمّ أكثر من 330 ألف من الجنود وعناصر الشرطة يبدو أنها ما تزال عاجزة عن التصدّي للمتمرّدين. وبين مارس 2012 ومارس 2013 قضى نحو ثلاثة آلاف من القوات الأفغانية، وهو رقم يكاد يوازي الخسائر التي تكبّدتها قوة التحالف على مدى 11 عاما. ويخشى مراقبون أفغان أن يؤدّي انسحاب قوة الحلف الأطلسي إلى إغراق البلاد مجدّدا في حرب أهلية، على غرار النّزاع الذي اندلع بين العامين 1992 و1996 مخلّفا عشرات آلاف القتلى.