من المرتقب أن تفتح محكمة جنايات العاصمة مجدّدا ملف الدموي" ب· محمد" أحد العناصر المقرّبة لأمير "الجيّا" المقضى عليه عنتر زوابري، والذي سبق لذات الهيئة وأن أدانته بالإعدام عن تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية ونشر التقتيل وحيازة أسلحة وذخيرة حربية· حيث عادت القضية بعد الطعن بالنّقض لدى المحكمة العليا الذي تقدّم به دفاع المتّهم الذي شارك في عدّة عمليات إجرامية، من بينها اغتيال مجموعة إرهابية عقدت الهدنة مع مصالح الأمن· وحسب الملف القضائي للمتّهم "ب· محمد" فإنه اِلتحق بالجماعات المسلّحة سنة 1998 شهر مارس على يد الإرهابي المكنّى "أسامة" وكان ذلك بولاية الشلف، حيث اِلتحق بجماعة تضمّ 70 إرهابيا تنشط تحت إمارة أبي ياسين كلّهم مدجّجين بالسلاح، أين تمّ استقباله وإحالته على ساحة التدريب ليشارك بعدها في أوّل عملية له رفقة 20 عنصرا تمّ خلالها سلب الأموال والمؤونة وقتل هو شخصين، أحدهما ذبحا والآخر رميا بالرّصاص· وقال المتّهم إنها العملية التي نال بها ثقة رفقائه وإمكانية الاعتماد عليه في كلّ العمليات اللاّحقة، حيث قال إن الجماعة التي كان فيها تلقّت أمرا من طرف الأمير الوطني عنتر زوابري بشأن مواصلة التقتيل وضرورة تطبيق ما جاء في الفتوى التي أطلقها أبو المنذر في عموم الشعب الجزائري التي كانت بمثابة الحكم بالإعدام، حينها تمّ الهجوم على فيلا بها عناصر جماعة بن عائشة الذين دخلوا في هدنة مع مصالح الأمن وتمّ اغتيالهم· وأضاف المتّهم أنه رفقة مجموعة من عناصره تهجّموا على بلدية تاجنة بالشلف، حيث قتلوا حوالي 50 مدنيا، واختطفوا 9 نسوة تمّ اقتيادهن إلى معاقلهم، أين تمّ اغتصابهن بوحشية وقتلهن بعد أن توصّلت قوّات الجيش إلى تحديد أماكنهم، كما تمّ تنفيذ عملية أخرى في إحدى بلديات الشلف، أين تمّ اختطاف ثلاث نسوة وقتل آخرين، حيث تمّ اقتيادهن إلى المقرّ ليتمّ قتل واحدة مباشرة لتواجد والدها ضمن الجماعة، فيما تمّ اغتصاب الأخريين· وتحدّث المتّهم في محاضر استجوابه عن أبشع طرق القتل والاغتصاب التي مورست ضد المدنيين العزّل، حيث كانت كلّ العمليات ضد الرعاة وسكان ولاية الشلف، خاصّة بالمناطق النّائية، أين كانت الجماعة تركّز على الأرياف بغرض الحصول على المؤونة واجتناب المواجهات مع قوّات الأمن، كما تحدّث عن عمليات قطع الطريق ضد مسافرين عبر الطريق الرّابط بولاية الشلف· ولم ينجو لا الأطفال ولا النّساء من وحشية هؤلاء الذئاب البشرية التي ذكرها المتّهم في تصويره الحقائق المرّة، إذ تمّت إبادة العشرات من الأسر عن آخرها وذلك على مستوى بلديات سيدي عكاشة، بوزغاية، منطقة أولاد علال وأغلب نواحي الشلف التي شهدت أقسى مراحل العشرية السوداء، وما يؤكّد وحشية هؤلاء العناصر قتل فتاة بأمر من والدها لأنها كانت ستغتصب لولا حضوره، إلاّ أن شفاعته أدّت إلى قتلها·