أخطاره كثيرة.. الاختلاط في ميزان الإسلام الاختلاط هو اجتماع الرجل والمرأة التي ليست بمحرم، واجتماع الرجال بالنساء غير المحارم في مكان واحد يمكنهم فيه الاتصال فيما بينهم بالنظر أو الإشارة أو الكلام هو اختلاط، فخلوة الرجل بالمرأة الأجنبية - التي ليست من محارمه - على أي حال من الأحوال يعتبر من الاختلاط. حكمه: هو من أخطر الأمور التي حذر الله منها المسلمين، فإن الاختلاط بين الجنسين الذكر والأنثى من أكبر الأسباب الميسرة للفاحشة، وأخطر من ذلك الخلوة بالمرأة غير المحرم فإن في ذلك مدخلاً للشيطان قال -صلى الله عليه وسلم- ((لا يخلون رجل بامرأة إلاّ كان الشيطان ثالثهما )) رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه)). الأدلة على تحريم الخلوة بالأجنبية 1- قال الله تعالى (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) (الأحزاب: 53). 2- قال -صلى الله عليه وسلم- ((إياكم والدخول على النساء)) فقال رجل من الأنصار أفرأيت الحمو قال: ((الحمو الموت)) متفق عليه والحمو قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وعمه وابن عمه فالخوف منه أكثر من غيره والشر المتوقع منه والفتنة به أكبر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة بها من غير نكير بخلاف الأجنبي ومعنى الحديث: احذروا الاختلاط بالنساء والخلوة بغير المحارم. 3- وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يخلون أحدكم بامرأة إلاّ مع ذي محرم)) متفق عليه. حقيقة الخلوة وحقيقة الخلوة أن ينفرد رجل بامرأة في غيبة عن أعين الناس وذلك يحدث اليوم كثيراً في بيوت المسلمين الذين اتخذوا الخادمات الأجنبيات عن الأسرة والبيت والمجتمع يؤتى بهن من بلاد بعيدة بدون محرم، ومن المتوقع بل من المؤكد أن رب البيت أو أحد أبنائه أو أحد رجال الأسرة يخلو بهذه الخادمة كثيراً حينما تخرج الأسرة وحينئذ يأتي دور الشيطان وهو دور محقق الخطر، حيث أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذلك في الحديث المتقدم وهو يعم جميع الرجال ولو كانوا صالحين أو كبار السن كما يعم جميع النساء ولو كن صالحات أو عجائز. وهذا شيء مشاهد من الطبيعة البشرية ميل الرجال إلى النساء بالفطرة لا سيما وإن الكثير من هذه الخادمات فتيات جميلات، ولهذا فإن اتخاذ الخادمات داخل البيوت اليوم يعتبر خطرا عظيما ابتلى به المسلمون اليوم نسأل الله أن يحفظهم من شره. وهناك نوع آخر من الاختلاط ابتلى به بعض المسلمين وخطره لا يقل عما سبق وهو اتخاذ الخدم الرجال والسائقين الأجانب الذين نراهم يغدون ويروحون بأسرهم وينفردون بنسائهم بدون محرم. وبعض المسلمين بدأ يرسل ابنته إلى المدرسة مع السائق أو يرسل أحد محارمه إلى السوق مع هؤلاء منفردات مع السائق ولربما يكون غير مسلم أو منحرفاً في دينه أو سلوكه أو زيّه، بل وعلى فرض أنه رجل تقي صالح فذلك حرام لا يجوز بدليل الحديث السابق (لا يخلون رجل بامرأة إلاّ كان الشيطان ثالثهما). والشر متوقع والمسلم العاقل لا يقبل ذلك في أهله ولا يجوز له أن يفرط في الأمانة ويسلم أغلى ما يملكه وهو محارمه إلى هذا الخطر الكبير. ومن أنواع الاختلاط المحرم سفر المرأة من غير محرم قال -صلى الله عليه وسلم- (( لا تسافر المرأة إلاّ مع ذي محرم )) متفق عليه لأن ذلك من وسائل الفتنة والفساد. والمحرم هو زوجها أو من تحرم عليه على التأبيد بنسب كأخ مسلم أو سبب مباح كأخ من الرضاع. ومن الاختلاط المنهي عنه: اختلاط الأولاد الذكور والإناث ولو كانوا إخوة بعد التمييز في المضاجع فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتفريق بينهم في المضاجع في الحديث الذي رواه أبو داود. ومما سبق ندرك خطر الاختلاط بين الجنسين على أي حال من الأحوال داخل البيوت وخارجها ولذا يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا) (النور: 27) أي حتى تستأذنوا وسمى الاستئذان استئناساً لأنه سبب الأنس. وطريقة الاستئذان أن يقول المستأذن: السلام عليكم أأدخل؟. ولا يزيد على ثلاث مرات فإن أذن له وإلاّ رجع. وبناءً على ما تقدم فإن هؤلاء الذين جاءوا بنساء أجنبيات منهم واختلطن مع أولادهم أو جاءوا برجال أجانب فاختلطوا مع محارمهم قد عرضوا أنفسهم وأهليهم إلى أعظم أنواع الخطر كما أنهم يهددون المجتمع كله بالخطر. أختي المسلمة: احذري المربيات غير المسلمات اللاتي تسلميهن أطفالك فلربما يربيهن على غير الطريقة الإسلامية المستقيمة في العقيدة والأخلاق والآداب واللغة وغير ذلك من العادات المستوردة والتقاليد المضللة التي لا تمت إلى الدين الإسلامي بصلة.