مئات الإصابات واتّساع رقعة الاحتجاجات غضب شعبي يجتاح تركيا تواجه المتظاهرون الأتراك وشرطة مكافحة الشغب أمس السبت في إسطنبول لليوم الثاني وسط احتجاجات متزايدة تعدّ من أكبر التحدّيات التي تواجه الحكومة في تركيا خلال 10 سنوات من حكمها. لم يتراجع رئيس الوزراء رجب طيّب أردوغان عن موقفه اتجاه أعمال العنف التي كشفت عن استياء متزايد لحكومته المحافظة. واستخدمت أمس الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمّعوا في ساحة تقسيم، مركز التظاهرات التي خلّت عشرات الجرحى ودفعت واشنطن إلى توجيه توبيخ نادر لحليفتها. ونزل آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في مدن تركية أخرى تضامنا مع المتظاهرين في إسطنبول، وجرت تظاهرات في أنقرة ومدينتي أزمير وموغلا (غرب) وأنطاليا (جنوب). ومنعت الشرطة أمس مجموعة من المتظاهرين من التوجّه إلى البرلمان ومكاتب رئيس الوزراء في أنقرة. وذكرت وسائل الإعلام المحلّية أن مخزون الغاز المسيل للدموع بدأ ينفد لدى شرطة إسطنبول، حيث كانت رسائل أجهزة اللاّ سلكي تحذّر الوحدات وتطلب منهم (الاقتصاد) في استخدامه. في السياق ذاته، دعا حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا إلى تظاهرات حاشدة لإقالة حكومة رجب طيّب أردوغان بعد احتجاجات وقعت في مدينة إسطنبول احتجاجا على مشروع حكومي يقضي بتحويل حديقة تاريخية تدعى (غيزي بارك) إلى مركز ثقافي وتجاري، واتّسعت إلى مظاهرة كبيرة ضد ما يصفونه بتسلّط أردوغان. وكان رئيس الوزراء التركي قد طالب المتظاهرين بوقف فوري للمظاهرات التي تعدّ الأعنف ضد الحكومة منذ سنوات، في الوقت الذي اشتبك فيه محتجّون مع شرطة مكافحة الشغب في إسطنبول لليوم الثاني. وقال مسعفون إن ما يقرب من ألف شخص أصيبوا في الاشتباكات في إسطنبول، وهي أعنف مظاهرات مناهضة للحكومة منذ أعوام. وذكر اتحاد الأطبّاء التركي أن نحو ستّة متظاهرين فقدوا البصر بعد إصابتهم في العين بعبوات غاز. وكانت إحدى محاكم إسطنبول أصدرت قرارا بوقف أعمال الهدم والبناء في الحديقة إلى حين النّظر في القضية التي تقدّمت بها جمعيات مدنية وحقوقية.