يستخدمون أكياس الحليب بدل الأكياس الطبية أطفال يدفعون فاتورة إضراب الأطباء معاناة متواصلة لمرضى سرطان القولون تعاني العديد من المستشفيات في الجزائر العاصمة من شلل واضح على مستوى الأقسام العلاجية سواء من ناحية الطاقم الطبي أو من ناحية توفر الأجهزة أو الأدوية ليبقى المواطن البسيط الذي يقصد هذه الأماكن الضحية الأولى لهذا الوضع الذي رهن حياة العديد من المرضى في ظل تأجيل العمليات الجراحية إلى أجل غير مسمى خاصة مع الإضرابات الأخيرة التي شنها أصحاب المآزر البيضاء في هذا القطاع الحساس الذي لا يستطيع المرضى أن ينتظروا لأنهم وضعوا في خانة المجهول خاصة أصحاب الأمراض المزمنة. ارتأينا أن نناقش الموضوع بتسليط الضوء على فئة جد حساسة هي فئة الأطفال الصغار الذي ينامون بالمستشفيات بمختلف الأعمار وبالأخص المصابون بداء السرطان، هذا المرض القاتل الذي لا يعرف صاحبه لا حلاوة الحياة ولا نعمة الصحة ومن بينهم نجد (أسامة) الذي يبلغ من العمر 12 سنة المتواجد رفقة أمه بالمستشفى، حيث أفادت السيدة (كريمة) أن ابنها أصيب بهذا الداء على مستوى القولون بقولها: (قضاء وقدر وعلى الإنسان أن يكون قوي الإيمان عندما يتعلق الأمر بالابتلاء، ولعل أعظم شيء يبتلى به الإنسان هو كبده، والأصعب أن تقف موقف المتفرج دون أن تحرك ساكنا أمام ألم ابنك، خاصة وأن المستشفى يعرف ندرة كبيرة للجيوب الطبية التي يحتاجها صاحب هذا المرض مما يؤدي بنا في بعض إلى استبدالها بأكياس الحليب بالرغم من خطورتها). فكثيرا ما تحصل خيبة الأمل بالرغم من تحقق حلم البعض منهم في الحصول على موعد للعلاج الكيميائي أو بالأشعة، إلا أن البعض الآخر منهم لا يزالون يتذمرون من التأجيلات المتكررة لمواعيدهم ينظرون بعين الحاجة وينتظرون شفقة أي موظف بالمستشفى ليجري لهم العلاج، لكن الأمر المثير للانتباه أن هناك عدة مرضى من خارج العاصمة أرهقتهم المسافات الطويلة التي يقطعونها من أجل تجديد المواعيد، ما أدى بهم إلى الاستسلام للأمر الواقع، من جهة أخرى نفس المعاناة رصدناها بالمستشفى الجامعي الذي يعاني هو الآخر من غياب فادح للجيوب الطبية، حيث يتم استقبال حالات لكبار تعرضوا لالتهابات حادة جراء استعمال أكياس الحليب، وفي مقدمة المشاكل الأخرى يأتي نقص الإمكانيات والعتاد الطبي الحديث ناهيك عن نقص الأمصال وكذا صفائح الدم وهو الهاجس الذي يكابده العديد من المرضى الذين يواجهون مصيرا مجهولا إثر تعقد حالتهم. في السياق ذاته وحسب ما أكدته مصادر بالمستشفى فقد تم تسجيل شهريا من 3 إلى 4 حالات وفاة وسط الأطفال الصغار، في مقدمتهم الأطفال المصابون بسرطان الدم وسرطان الكتل العضلية، وغياب الأجهزة الطبية الحديثة وفي مقدمتها أجهزة السكانير زاد من تفاقم الوضع، ما يكبد جيوب الأولياء غرامات مالية تفوق 7 آلاف دج لقاء القيام بجلسة سكانير واحدة، ناهيك عن ندرة بعض الأدوية التي يحتاجها المريض يوميا، حيث تموت هذه الشرائح الصغيرة في صمت بحكم عجز الأولياء عن التكفل بعلاجهم نتيجة الغلاء الفاحش المقرون بالتحاليل الطبية وجلسات السكانير وغيرها من التكاليف العلاجية باهظة الثمن، خاصة وأن أغلب المرضى من الأطفال الصغار تتراوح أعمارهم من السنتين إلى 16 سنة، وهي الفئة التي لا تقوى على مجابهة أعراض المرض الفتاك ومواصلة مراحل العلاج الكيمائي والإشعاعي، ما يجعل أغلبيتهم يقاطع العلاج وينقص فرص امتثال المريض للشفاء، خاصة فيما يتعلق بالمرضى الذين يقدمون من ولايات بعيدة. ويكون الأمر أكثر خطورة عندما يتعلق الوضع بالبراءة، فبالرغم من قلة أجسادهم إلا أنهم يعانون الأمرين مع هذا المرض الذي يعجز الكبار على حمله، وما زاد من معاناتهم هو تهميشهم من قبل السلطات الوصية التي تتهاون على توفير ما يحتاجونه من أدوية ومستلزمات تكفي عائلات المرضى من رحلة الذهاب والإياب بحثا عن حلول لفلذات أكبادهم.