تعرف معظم ولايات الوطن وخاصة بالمناطق الساحلية منها ظاهرة منتشرة خاصة بحلول الصيف، حيث تتوافد الكثير من العائلات إلى المناطق الساحلية سواء القادمين من خارج الوطن الذين يريدون قضاء عطلهم مع حنين العائلة والبلد ونجد أيضا العائلات التي تقطن بالناحية الجنوبية هروبا من لفحات الشمس الحارقة إلى تغيير مناطق إقامتهم متجهين إلى المناطق الساحلية التي تتحول في مثل هذا الموسم قبلة للمصطافين من أجل الترويح عن أنفسهم والهروب من حر منازلهم، فما أن يحل الصيف حتى تجد معظم العائلات التي تملك منازل بهذه المناطق تتسارع فيما بينها، وككل مرة اعتادت على كراء منازلها للمصطافين القادمين من مختلف الاتجاهات. وتنتعش عملية كراء المنازل والشقق بمعظم ولايات الوطن وخاصة الساحلية منها القريبة من الشواطئ أثناء هذا الموسم، حيث تعرف قفزة نوعية في الأسعار، إذ يلجأ الكثير من أصحاب المنازل إلى رفع الإيجار إلى مبالغ خيالية مغتنمين فرصة تواجد السياح الجزائريين والأجانب بالمنطقة ومدى حاجتهم إلى مثل هذه العروض من أجل التمتع بالصيف والاستمتاع بمياه البحر والشاطئ، ومنهم القادمون من الجنوب الجزائري أيضا أين تصل درجة الحرارة إلى 45 درجة مئوية فما فوق. وفي السياق نفسه تسجل أسعار إيجار السكنات في الصيف بهذه المناطق ارتفاعا كبيرا ويرشح بلوغها مستويات كبيرة خلال هذا الموسم بفعل كثرة الطلبات المقدمة حسب تصريح سابق لإحدى الجهات للسيد رئيس الفدرالية الوطنية للشقق والمنازل القريبة من الشواطئ السيد عبد الحكيم عويدات: (أن أسعار إيجار السكنات عرف ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة قدرت نسبتها خلال هذه السنة 20 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية وذلك بفعل الطلبات الكثيرة للكراء في المناطق الداخلية والساحلية التي يقابلها من جهة أخرى قلة العرض، بالإضافة إلى المضاربة خصوصا في الصيف)، وفي إحدى الجولات الاستطلاعية التي قادتنا إلى هذه المناطق ومن خلال الاقتراب من هؤلاء المواطنين الذين يقومون بعملية كراء منازلهم كانت لهم آراؤهم الخاصة بهم، حيث صرح لنا أحد القاطنين بولاية الجزائر وبالضبط ببلدية عين طاية أن منزله يرجع عليه بفائدة كبيرة من دون أي تعب يبذل، حيث يتوجه هو الآخر إلى بيت والديه والنصف الآخر ببيت زوجته بغرض قضاء فصل الصيف هناك في الوقت الذي يعرض بيته للكراء في فصل الصيف لمدة تتراوح من شهر إلى شهرين فأكثر، يضيف السيد محمد:(كل شئ يهون من أجل كسب بعض المال) هذا هو المبدأ الذي يلجأ إليه هؤلاء الناس بمجرد حلول الصيف، حيث يعرض المنزل للكراء بتوفير جميع الضروريات التي من شأنها أن تضمن الراحة والرفاهية للزبون من أجل الاستمتاع بعطلة صيفية مميزة ومريحة، ففي هذه الفترة تنتعش ظاهرة السمسرة الموسمية التي أصبح أصحابها شبه وكالات عقارية عبر كل ربوع الوطن في هذا المجال من أجل تخزين أكبر قدر من الأموال في فترة عطلهم. وأثناء احتكاكنا بهؤلاء الناس لاحظنا ذلك التنافس الحاد فيما بينهم حول اصطياد الزبائن الراغبين في قضاء عطلتهم الصيفية مقابل زرقة البحر، كل هذه الأسباب كانت دافعا قويا ساهم في رفع نسبة أرباحهم بنسبة كبيرة مقارنة مع الكراء في الفصول الأخرى أين تم تصنيف هذا النوع من الكراء ضمن التجارة المربحة في فصل الصيف. والمتجول في المناطق الساحلية سواء بتيبازة أو سيدي فرج وحتى بالمناطق الشرقية أو الغربية التي طبعت بنفس البصمة أين تصادف المار بهذه المناطق عدة إعلانات كتب عليها شقق ومنازل جاهزة للكراء، وقد اختلف السعر من منطقة إلى أخرى، أين أصبح بعض الزبائن يتهافتون من أجل الحجز والاستئجار قبل حلول الصيف بعدة شهور حتى لا تضيع عليهم فرصة الاستجمام على شاطئ البحر. وبالرغم من أن ظاهرة المنازل وعدم مشروعيتها إلا أنها منتشرة وتتم على المباشر والسلطات أو المسئولين بأغلب الولايات يرحبون بالفكرة نظرا لعدم وجود البديل من أجل الاستمتاع بصيف رائع ولطيف والاستفادة من مصاريف الكراء لتغطية نقائص الحياة.