مشكلة الفتور والعجز عن الطاعة عامة في كثير من أبناء الأمة الإسلامية، رغم أن الأصل في الإنسان أنه كلما تقدم به العمر أن يكثر من الطاعة، وأن يتقدم في العبادة، وأن يزداد إيمانًا وحبًا في الله ورسوله وعباده الصالحين، ولكن هذا الأمر ليس على إطلاقه لأن النفس البشرية كثيرًا ما يعتريها نوع من الكسل والفتور، رغم حرص أصحابها أن يظلوا دائمًا في قمة الطاعة والعبادة، وهذا ليس بالأمر الجديد، وإنما تعرض له حتى الصحابة أنفسهم رضي الله عنهم وكثير من علماء الإسلام ومشايخه، وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لكل شيء شرة ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته لسنتي فقد هدي) والشرة هي الشدة والقوة، فالإنسان يبدأ الالتزام بقوة وصلابة وعزم أكيد، ومع مواصلة للطاعة والعبادة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد يعتريه الفتور، وهذا أمر طبيعي جدًّا، والذي يجب علينا أن نخاف منه هو أن يؤدي الفتور إلى ترك الحق والتمادي في الباطل أو الانحراف بعد الهداية، والعياذ بالله تعالى. أما إذا كان الفتور لا يعدو أن يكون كما ذكرت عبارة عن عدم الإحساس بحلاوة الطاعة، أو التكاسل وثقل الصلاة مع المحافظة عليها، فهذا أمر متوقع حدوثه، المهم ألا يؤدي بنا الفتور إلى ترك السنن، أو تضييع الفرائض، أو الوقوع في الحرام، والعياذ بالله، ومع أن هذا الأمر كما ذكرت متوقع، إلا أن فترته لو طالت قد تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، لذا ننصح بمزيد من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، مع مزيد من ذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاستغفار، وحضور مجالس الذكر، وقراءة بعض كتب العلم قدر الاستطاعة، وإن شاء الله لن يخزينا الله، ولن يتخلى عنا ما دمنا نكثر الدعاء والإلحاح عليه؛ لأنه سبحانه أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، ولن يخلف الله وعده، كما وعدنا في القرآن الكريم.