بخصوص مشكلتك يا عزيزتي، أقول لك بأنها مقلقة ومزعجة حقا، لأن الأصل أن الإنسان كلما تقدم به العمر أن يكثر من الطاعة، وأن يتقدم في العبادة، وأن يزداد إيمانا وحبا في الله، ولكن هذا الأمر ليس على إطلاقه، لأن النفس البشرية كثيرا ما يعتريها نوع من الكسل والفتور، رغم حرص أصحابها أن يظلوا دائما في قمة الطاعة والعبادة، فالإنسان يبدأ الإلتزام بقوة وصلابة وعزم أكيد، ومع مواصلته للطاعة والعبادة، ثم يعتريه الفتور، والذي يجب علينا أن نخاف منه هو أن يؤدي الفتور إلى ترك الحق والتمادي في الباطل أو الانحراف بعد الهداية، والعياذ بالله، أمّا إذا كان الفتور لا يعدو أن يكون كما ذكرت عبارة عن عدم الإحساس بحلاوة الطاعة، أو التكاسل وثقل الصلاة مع المحافظة عليها، فهذا أمر متوقع حدوثه، المهم ألا يؤدي بنا الفتور إلى ترك السنن، أو تضيع الفرائض، أو الوقوع في الحرام، ومع أن هذا الأمر كما ذكرت لك متوقع، إلا أن فترته لو طالت قد تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، لذا أنصحك بمزيد من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، مع مزيد من ذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاستغفار، وقراءة بعض كتب العلم قدر استطاعتك، وإن شاء الله لن يتخلى عنك ما دمت تكثرين الدعاء والإلحاح عليه، لأنّه سبحانه أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، ولن يخلف الله وعده، كما وعدنا في القرآن الكريم. مع تمنياتي لك بالتوفيق والسّداد. ردت نور