أعلن جزء من الإعلام المصري الحرب على بعض (ضيوف) بلاده، حيث يشنّ منذ أحداث 30 جوان الماضي التي انتهت بعزل الجيش للرئيس محمد مرسي، حملة غير مسبوقة في التحريض على الفلسطينيين والسوريين تزامنا مع الحملة على المؤيّدين للرئيس المعزول، وقد تصدّى لهذه الحملة بعض المصريين الشرفاء مثل المفكّر فهمي هويدي. يرصد مراقبون حملة غير مسبوقة تشترك فيها قنوات فضائية مصرية وصحف ومواقع إلكترونية عوضا عن حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تتّهم الفلسطينيين والسوريين بالتدخّل في شؤون مصر لصالح الرئيس المعزول وجماعة الإخوان المسلمين. ووصل الأمر حدّ اتّهام الفلسطينيين بالضلوع في أحداث أمنية، منها أحداث الحرس الجمهوري وترويج شائعات عن وجود قتلى فلسطينيين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضمن الضحايا واتّهام الحركة التي تسيطر على قطاع غزّة بأنها تقف وراء الهجمات على مقرّات عسكرية وأمنية شمال سيناء. وبينما اتّخذت السلطات الجديدة في مصر قرارا بمنع السوريين من الدخول إلاّ بعد الحصول على تأشيرة، وهو ما لم يكن معمولا به إبّان حكم مرسي، دخلت وسائل إعلام مصرية في سباق لنشر قصص عن ضلوع سوريين وتدخّلهم في الأحداث الجارية، ممّا ولّد موجة كراهية ضد السوريين والفلسطينيين عوضا عن كراهية الآخر الشريك في الوطن والمتمثّل في الإسلاميين، وفقا لما يقوله سياسيون ومحلّلون. "بلاك بلوك" تهدّد بالتدخّل لفضّ اعتصام أنصار مرسي! أعلنت مجموعات (بلاك بلوك) أنها ستمهل جهاز الشرطة المصرية والقوّات المسلّحة فرصة حتى آخر أيّام عيد الفطر للقضاء على البؤر الإرهابية في سيناء وغيرها وفضّ اعتصامات مؤيّدي الرئيس محمد مرسي في جميع أنحاء مصر. وقالت (بلاك بلوك) في بيان لها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك): (إن هذه الفرصة تأتي بعدما شهدته سيناء وباقي ربوع مصر من أحداث ولا تلوموننا على ما سيحدث)، وأضافت: (إن دماء إخواننا المراقة إذا كانوا من الشرطة أو الجيش أو مواطنين مدنيين أغلى عندنا من أرواحنا، وسنبذل الغالي والنّفيس لتدمير كلّ من تسوّل له نفسه استباحه هذا الوطن وهذا الشعب العظيم)، مختتمة بيانها: (رفعت الأقلام وبدأ العدّ التنازلي منذ هذه اللّحظة).