رحلت صبيحة أمس 118 عائلة تقطن بحي القصبة العريق، في الجزائر العاصمة، باتجاه سكنات جديدة وملائمة باتجاه حي 1680 مسكن ببئر توتة غرب العاصمة، وتدخل هذه العملية في إطار مخطط حماية تراث القصبة الذي أطلقته مديرية الثقافة لولاية الجزائر، وذلك بالتعاون مع عدة هيئات وجمعيات كمديرية السكن ومؤسسة القصبة وبمشاركة جمعيات تمثل المجتمع المدني. وتدخل هذه العملية التي تعد الرابعة عشر منذ انطلاقها مع بداية السنة الجارية والتي أطلقتها ولاية الجزائر في إطار لإعادة ترحيل 10 آلاف ساكن بالعاصمة حيث سيتم إعادة إسكان 737 عائلة تمت برمجتها خلال شهر سبتمبر الجاري وتخص العديد من العائلات التي كانت تقطن سكنات هشة بمختلف أحياء العاصمة.علما أن عملية أمس التي مست إعادة ترحيل 118 عائلة بالقصبة كانت تقطن بسكنات هشة في عدة مناطق منها "دار الغولة" و"لالاهم" التي تدخل ضمن السكنات الهشة الموزعة على 26 منطقة عمرانية بالقصبة والتي شوهت الوجه العام لهذه المنطقة الأثرية، حيث استفادت تلك العائلات من سكنات تضم غرفتين وثلاث غرف بمنطقة بئر توتة التي أضحت أكثر بلديات العاصمة استقبالا للعائلات المرحلة من الأحياء الفوضوية والسكنات الهشة. وفي هذا الإطار صرح مدير السكن لولاية الجزائر في تصريح إذاعي أن العائلات ال118 التي مستها عملية الترحيل في مرحلتها الأولى تعتبر من أصل 620 عائلة مسها الإحصاء الذي قامت به مديرية الثقافة والتي تقطن بكل من أحياء "سوسطارة" و "الخربة" و"لالاهم" و"دار الغولة" وأزقة وأحياء أخرى، وأضاف المسئول ذاته أن العملية مست في مرحلتها الأولى سكان البيوت القصديرية غير الشرعية لتمكين اللجان التي ستشرف على ترميمات سكنات القصبة على تسهيل عملها، كون الهدف من عملية الترحيل هذه الحفاظ على تراث القصبة وإعادة ترميم الأجزاء المتضررة، ومنه ينصب فالتركيز على سكان العمارات التي سجلتها مديرية الثقافة كأول خطوة، أما فيما يخص سكان "دويرات" القصبة فقال مدير السكن أن على هذه العائلات التي تملك ملفات أن تتقدم بها للجهات المعنية لإدراجهم في قائمة المواطنين الذين سيستفيدون من سكنات اجتماعية خلال الأسابيع القليلة القادمة في إطار العملية الثانية التي ستشهدها القصبة. أما بخصوص الالتباس الحاصل نمن سيستفيد من الترحيل في حال موت مالك المسكن ووجود عدة ورثة، فقال محمد إسماعيل أنه في هذه الحالة لا بد من استشارة جمعية الحي لمعرفة الورثة الحقيقيون ، ليتم بعدها ترتيب السكان حسب الأولويات. من جهة أخرى قال الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لباب الوادي سعيد مزيان انه بعد ترحيل ال118 عائلة سيتم هدم تلك البيوت القصديرية وتحويل مساحاتها إلى أماكن للعب الأطفال كملاعب جوارية و مرافق مماثلة لفائدة الصالح العام، كما سيخصص أعوان من شرطة العمران لحماية تلك المناطق الشاغرة لمنع السكان من إعادة تشييد بيوت قصديرية أخرى مثلما كان يحل في السابق. للإشارة فان شهر سبتمبر الجاري سيشهد مجموع إعادة ترحيل ما نسبته 737 عائلة التي كانت تقطن مختلف الأحياء الفوضوية والسكنات الهشة التي تضمها العاصمة على أن تستمر العملية قبل نهاية السنة الجارية من اجل القضاء على النقاط السوداء والسلبية التي تشهدها بعض أحياء العاصمة منها البيوت القصديرية، العمارات الآيلة للسقوط ،الشاليهات، والسكنات الفوضوية داخل المقابر والملاعب الرياضية.