تم يوم الإثنين إعادة إسكان 118 عائلة بحي 1680 مسكن ببئر توتة كانت تقطن بسكنات هشة في عدة مناطق بالقصبة من بينها "دار الغولة" و"لالاهم". و مست هذه العملية 118 عائلة استفادت من سكنات تضم غرفتين وثلاث غرف حيث كانت تقطن بسكنات هشة موزعة على 26 منطقة عمرانية بالقصبة و التي شوهت الوجه العام لهذه المنطقة الأثرية. وتدخل هذه العملية التي انطلقت في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين في إطار إعادة إسكان 737 عائلة تمت برمجتها خلال شهر سبتمبر الجاري و تخص العديد من العائلات التي كانت تقطن سكنات هشة بمختلف أحياء العاصمة. وفي هذا السياق، أوضح مدير السكن لولاية الجزائر، محمد إسماعيل، لوأج، أنه تم إسكان ما يقارب 8200 عائلة منذ شهر فيفري الفارط إلى يومنا هذا في عدة مواقع بالعاصمة على غرار بئر توتة وبئر خادم و تسالة المرجة و تيقصراين و عين البنيان و سويدانية و برج البحري و براقي و بن طلحة و درارية. وأكد ذات المسؤول أن عملية إعادة الاسكان هذه تجري "بصفة عادية" بحيث "خصصنا عدة مكاتب لاستقبال المستفيدين و توجيههم للشقق الجديدة" مشيرا إلى أن "هذه العملية هي امتداد لعملية كبيرة تخص سبعة محاور لإعادة إسكان العائلات القاطنة في الشاليهات و في السكنات الفوضوية في كل من أحياء الزعاطشة و الجزيرة و علوي و القصبة و سكان المقابر و حي النخيل و ديار المحصول و ديار الكاف ديار الشمس حيث تم الإنتهاء من عدة عمليات إسكان بهاته الأحياء". وأفاد أنه "نظرا لصعوبة الولوج إلى الأحياء الضيقة بالقصبة سخرت مصالح الولاية عدة إمكانيات لمباشرة عملية التهديم اليدوي التي سيقوم بها أكثر من 400 عامل بالأحياء الفوضوية التي رحل سكانها". و في سياق متصل تم تخصيص 200 شاحنة و 300 عون لمساعدة العائلات التي تم ترحيلها إلى سكنات ببئر توتة. و أشار السيد اسماعيل إلى أن الهدف المسطر في إطار عمليات إعادة الإسكان هذه هو "الوصول إلى إسكان 12 ألف عائلة مع بداية ديسمبر المقبل". و بخصوص عمليات إعادة الإسكان المقبلة أوضح ذات المسؤول أن العملية المقبلة و التي ستتم غدا الثلاثاء ستخص 101 عائلة تقطن بحي علوي بالمدنية والتي سترحل هي الأخرى إلى نفس الموقع ببئر توتة. كما سترحل يوم الأحد المقبل 456 عائلة تقطن بشاليهات عشابو بدرقانة إلى ثلاث مواقع تضم سكنات جديدة و هي بئر توتة و السحاولة وبئر خادم. و أضاف السيد اسماعيل أن شهر أكتوبر المقبل سيخصص لترحيل العائلات التي تقطن بالعمارات الآيلة للإنهيار و بعض السكنات الهشة بالأحياء الشعبية. و للحفاظ على المحيط العمراني للحي السكني الجديد ببئر توتة قامت ولاية الجزائر بإعلام الوافدين الجدد إلى هذا الحي بعدم تركيب الهوائيات المقعرة على واجهات العمارات نظرا لاعتماد نظام جديد يعتمد على الألياف البصرية. وتميزت عملية إعادة الإسكان التي بدأت منذ الساعات الأولى من نهار اليوم بجو من الفرح الذي بدا واضحا على وجوه المستفيدين الذين تنقلوا رفقة عائلاتهم إلى الحي الجديد ببئر توتة و كلهم شوق لدخول شققهم الجديدة التي يتراوح عدد الغرف بها من غرفتين إلى ثلاث غرف بالإضافة إلى المساحات الخضراء المجاورة للعمارات. وبالمناسبة، عبرت السيدة فاطمة إحدى المستفيدات عن سرورها بدخول البيت الجديد التي طالما انتظرته هي و عائلتها المتكونة من خمس أفراد بعد 15 سنة من المعاناة في بيت فوضوي يضم غرفتين. أما السيدة يمينة فكانت فرحتها مضاعفة لأنها "عانت من السكن في البيت الفوضوي لمدة 10 سنوات و أجبرت على ترك بناتها عند أختها بعين النعجة نظرا لصغر البيت الفوضوي الذي كانت تقطن فيه رفقة أربع أبنائها شباب". كما عبر السيد رشيد عن امتنانه لتكفل السلطات المحلية بسكان الأحياء الهشة قائلا أن "فرحته تضاعفت بعد أن رزق بمولودة منذ أيام قليلة و حصوله بعدها مباشرة على سكن جديد".