نظّم صبيحة أمس العشرات من المواطنين وأكثرهم من أتباع فرحات مهني زعيم الحركة الانفصالية المعادية للوحدة الوطنية المنادية بالاستقلال الذاتي لمنطقة القبائل تجمّعا بساحة معطوب لوناس في مدينة تيزي وزو، أين قاموا بتأطير إفطار جماعي انتهكت خلاله حرمة رمضان جهارا. انتشرت بعض عناصر الأمن بالزي المدني لمتابعة الحركة الاحتجاجية التي كانت بعض الجمعيات والمنظّمات وعلى رأسها حركة (الماك) قد نادت إليها قبل أسبوعين ردّا على ما قالوا إنها مضايقات في حقّ الأشخاص الذين يفطرون ولا يصومون. المواطنون الذين نظّموا اعتصاما بالساحة المذكورة، قدموا من مناطق تيفزيرت، واضية وغيرها من المناطق التي تتواجد بها ظاهرة المفطرين العلنيين، وقد تناولوا بعض الماكولات على العلن. وأكّد بعض الحاضرين في عين المكان أنه بهذا التصرّف تحاول الجهات المنظّمة للاحتجاج إثارة الفوضى في حال ما تدخّلت قوّات الأمن لتفريق الاعتصام أو توقيف المفطرين، غير أن مصالح الأمن لم تأبه بهؤلاء وتجاهلتهم تماما، وكان والي تيزي وزو السيّد عبد القادر بوعزفي قد أكّد نهاية الأسبوع الفارط خلال ندوة صحفية أن السلطات لن تتصدّى لهؤلاء. وقد رفع المشاركون شعارات كثيرة مناهضة للنّظام وكذا ما قالوا إنه تطرّف وحالة مزرية تعيشها المنطقة من كلّ الجوانب والمعاناة التي تعانيها فئة الشباب، مشيرة إلى رسالتها الموجّهة إلى السلطات تبيّن فيها أنه لا صيام ولا حرارة ولا أيّ شيء يمنع هؤلاء من المطالبة بحقّهم الديمقراطي. ويذكر أن قرار الإفطار الجماعي دعت إليه أطراف منظوية تحت حركة (الماك) التي يتزعّمها فرحات مهني احتجاجا على سلوكات الدرك الوطني وقوّات الأمن التي تشنّ حملات توقيف منتهكي الشهر الفضيل في وقت أكّدت فيه رفضها التام لسلوكات الجهات الأمنية التي اتّهموها بمضايقة ومخاطبة هذه فئة بأقبح الألفاظ. وعلى صعيد آخر، لقيت هذه الحركة استنكارا واسعا من طرف السكان الذين قالوا إنها ذات أهداف ودوافع سياسية بحتة استغلّت فيها حرمة رمضان.