مع شهر رمضان الذي يوشك على الانتهاء و شهر أوت الذي حل بحره، بدأ الجزائريون يستعدون لتنظيم رحلاتهم بعد سنة طويلة من الكد والعمل. وتختلف العطلات الصيفية حسب الذوق والميزانية التي خصصها كل واحد لعطلته الصيفية. وتتوزع نشاطات العطل على التخييم في الغابات والتنزه على شواطئ البحر والرحلات السياحية إلى الخارج حسب أذواق كل واحد وحسب الإمكانيات، حيث إن السفر إلى الخارج مكلف جدا. أما الجزائريون ذوو الدخل المتوسط فإنهم يفضلون التوجه إلى المدن الداخلية من الوطن من خلال برمجة رحلات استجمام على مستوى المركبات السياحية أو في إطار مخيمات فيما يفضل آخرون السفر إلى الخارج عبر وكالات السفر. وفيما يخص المواطنين الراغبين في قضاء عطلهم داخل الوطن فإن بعض وكالات السفر تقترح عطلات سياحية على شاطئ البحر من خلال تأجير خيم أو شاليهات. في هذا الصدد أعد النادي السياحي الجزائري برنامج عطل على مستوى مدن ساحلية على غرار عين تيموشنت وبومرداس وجيجل. أما أسعار كراء الخيمة الواحدة فتقدر ب 8000 دج للأسبوع فيما يتراوح سعر كراء الشاليه بين 6000 و8000 دج لليوم لعائلة من خمسة أشخاص. تركيا الوجهة المفضلة للجزائريين فيما يخص السفر إلى الخارج فإن تركيا تعتبر هذه السنة الوجهة السياحية المفضلة للجزائريين بسبب سحر هندستها المعمارية والتاريخية والأسعار المناسبة التي تقترحها وكالات السفر حسبما تم الوقوف عليه على مستوى عديد وكالات السفر في العاصمة. وقد دفع تنوع المواقع السياحية مثل جزيرة الأمراء والبوسفور والسوق المصري وعبق الثقافة الشرقية إلى اختيار هذا البلد حسب أراء عديد المواطنين. كما تقترح الوكالة السياحية عديد الصيغ المغرية لعشاق الوجهة التركية ب 130000 دج للأسبوع حسبما أكده مدير النادي السياحي الجزائري الطاهر صحري. أما بخصوص البلدان السياحية الأخرى فإن الأسعار تختلف حسب مدة الإقامة والفندق المختار والنشاطات السياحية. في هذا الصدد، أكدت إحدى وكالات السفر بالجزائر الوسطى متخصصة في الوجهة التركية أن هذه الأخيرة تحتل المرتبة الأولى من خيارات الزبائن. وأشارت إحدى موظفات الوكالة إلى أن الجزائريين يفضلون هذه الوجهة "لجمال المناظر والعدد الكبير من المواقع التي تستدعي الزيارة والثقافة التركية التي لا تختلف كثيرا عن الثقافة الجزائرية". كما تقترح الوكالة برنامجا ثريا للمواطنين على غرار النزهات و زيارة المتاحف والمواقع التاريخية والفسحات عبر البحر. وأضافت موظفة الوكالة (إننا نقترح على الزبائن الراغبين في زيارة المدينة برنامجا سياحيا مع دليل سياحي). صيغ وأسعار لجميع الميزانيات أما الوجهة الثانية المختارة في هذه الصائفة فهي تونس لقربها وللأسعار المناسبة التي تقترحها وكالات السفر. في هذا السياق، أوضحت إحدى العاملات في وكالة سفر تقع بنهج محمد الخامس بالجزائر العاصمة أن تونس كانت على الدوام الوجهة المفضلة للجزائريين بالنظر إلى النشاط السياحي المقترح على مدار السنة، مؤكدة أنه (حتى وإن كان الطلب قد انخفض مقارنة بالسنوات الفارطة بسبب الاضطرابات الاجتماعية، إلا أن تونس تظل على الرغم من ذلك البلد الأول الذي يزوره الجزائريون). في عين المكان اعتبر أحد المواطنين أن الجزائريين يفضلون تونس وتركيا بالنظر إلى (سهولة الإجراءات الإدارية للحصول على التأشيرة). أما الأسعار الخاصة بالإقامة فتقدر ب 140000 دج لعشرة أيام وتسعة ليالي وتختلف الأسعار حسب تصنيف الفندق والنظام المختار ومدينة الإقامة. فيما أشار مواطن آخر إلى أن (الشواطئ التونسية بها نشاطات كثيرة خلال موسم الاصطياف والجزائريون يفضلون الأجواء الاحتفالية في فصل الصيف). وفيما يتعلق بالبلدان الأخرى التي تحظى باهتمام الجزائريين فهي الإمارات العربية المتحدة وماليزيا واليونان التي تجتذب لكثير من السياح. وتتراوح الأسعار الخاصة بهذه الوجهات الأربعة بين 65000 و170000 دج حسب مكان الإقامة والمدينة المختارة. في هذا السياق أكدت إحدى الموظفات بوكالة سفر تقع بشارع حسيبة بن بوعلي (لجزائر) أن الوكالة تستقبل العائلات فقط لرحلاتها بسبب الإجراءات المعقدة لطلب التأشيرة. وقد قامت ذات الوكالة هذه السنة بإضافة وجهة أخرى إلى قائمتها تتمثل في إسبانيا، حيث قامت عديد العائلات بحجز رحلات في نهاية شهر رمضان. أما تكاليف هذه الرحلة المنظمة للعائلات إلى مدينة فالانسيا فتقدر ب 22000 دج للشخص الواحد. كما أضافت ذات الموظفة أن المسافرين يحطون ببرشلونة ويمتطون طائرة أخرى إلى فالانسيا، حيث يقيمون بفندق من أربعة نجوم يحتوي على مسبح بالقرب من البحر. وتتكفل هذه الوكالة بتذاكر السفر والتحويل (مطار وفندق) والإقامة والدليل السياحي وتكاليف التأشيرة والتأمين على السفر.