انتعش نشاط العديد من الوكالات السياحية منذ بداية فصل الصيف بعد أن عمد الكثيرون إلى الحجز من أجل قضاء عطلتهم خارج البلد، وهو ما خلق جو من المنافسة بين تلك الوكالات حيث تسعى كل واحدة لتقدم أفضل خدماتها من خلال العروض والبرنامج الذي سطرته من أجل استقطاب الزبائن كل حسب إمكانياته. تختلف وجهات المواطنين الراغبين في قضاء العطلة السنوية، وإذا كان البعض يفضّل شواطئ الجزائر فإن آخرون يرغبون في تغيير الجو من خلال السفر إلى بلد أخر فهناك من يقطع تأشيرة سفره نحو برج ايفيل بباريس، تونس، تركيا وغيرهم . تركيا في الصدارة، وتونس وصيفة اقتربنا من بعض الوكالات السياحية من أجل التعرّف على أهم الدول التي تعرف إقبالا من طرف الزبائن فاحتلت تركيا الصدارة بشهادة أغلب أصحاب الوكالات السياحية وأرجع ممثل عن احداها ذلك الإقبال على السفر إلى تركيا بما روّجت له المسلسلات التي غيّرت على حدّ قوله من وجهة السيّاح وزادت من فضولهم لاكتشاف هذا البلد. وفي السياق ذاته، يقول صاحب الوكالة: "في وقت مضى لم تكن تركيا ضمن قائمة الدول الأكثر طلبا من طرف الراغبين في قضاء العطلة خارج الوطن إلا أن المسلسلات روجّت كثيرا لهذا البلد ومنه صارت الوكالة السياحية تستقطب عدة طلبات لزيارة تركيا واكتشاف المناطق التي شاهدوها في الأفلام وحتى رؤية الشخصيات الدرامية، وما ساعد على هذا هو تكاليف السفر التي لا تتعدى عشرة ملايين سنتيم". المرتبة الثانية من حيث نسبة الإستقطاب عادت لتونس بعد أن تراجع الإقبال عليها بسبب الأزمة سياسية ولكن تحسّن الظروف الأمنية جعلها أكثر طلبا من قبل بعض الجزائريين الراغبين في قضاء العطلة خارج الوطن، خاصة أن الدخول إلى أراضيها لن يتطلب سوى بطاقة التعريف الوطني منذ بداية الشهر الجاري كما تداولته العديد من وسائل الإعلام. على الصعيد ذاته، قال سمير بن دعدي ممثل أحد الوكالات السياحية: "لقد بقيت تونس الوجهة المفضلة للجزائريين في الصيف وذلك بسبب أسعار الخدمات إضافة إلى أن فنادق تونس وإمكانياتها السياحية تستقطب الكثيرين، خاصة لمن تعودوا على في زيارة هذا البلد في السنوات السابقة ". عائلة "عسلي" واحدة من العائلات التي زارت تونس لعدة مرات، وهاهم يستعدّون لقضاء أيام بسوسة حيث استحسنوا الخدمات المقدمة إضافة إلى تكلفة السفر المناسبة. وبخصوص بعض الدول الأوروبية على غرار فرنسا، إيطاليا وإسبانيا فقد عرفت تراجعا كبيرا من طرف المواطنين نظرا للأزمة الاقتصادية هناك وما خلفته من آثار على المستوى المعيشي، من جهة أخرى، أشار بعض من تحدثنا إليهم إلى صعوبة الحصول على التأشيرة فيما يتعلق بتلك الدول، إضافة إلى غلاء تكاليف السفر للبلدان الأوروبية. أما عن مصر، فأكّد أصحاب الوكالات السياحية أن السفر إليها عرف تراجعا كبيرا بسبب الظروف الأمنية هناك رغم التسهيلات التي تتم من أجل الحصول على التأشيرة. وكالات سياحية أخرى تمكّنت من استقطاب عدد من الزبائن من خلال الرحلات التي تنظمها إلى كل من دبي، تايلاند، كوبا، لبنان، الهند وروسيا، لكنهم يؤكدون أن هذه الرحلات لها زبائن من نوع خاص. عائلات تسابق الزمن لقضاء العطلة الصيفية تسارع كثير من العائلات للحجز من أجل قضاء أيام خارج الوطن قبل بداية شهر رمضان، منهم "مجيد" الذي أكّد أنه يبحث عن وكالة سياحية تضع تخفيضات مناسبة ليختار بعدها وجهته بما يتناسب مع قدرته المادية، فيما برّر البعض ذلك الإقبال على الوكالات السياحية من أجل الحجز خوفا من عدم توفر الأمكنة بسبب كثرة الطلب وضيق المدة مع اقتراب الشهر الفضيل. هذا وأجمع بعض المواطنين أن عطلة نهاية السنة تحتاج لميزانية خاصة يجب العمل على ادخارها لمن أراد السفر خارج الوطن، وهو ما تسعى إليه "نادية" وزوجها حيث يخصصان جزءا من راتبهما من أجل التمتع بالعطلة الصيفية. وحسبها فإن العطلة السنوية مهمة جدا بالنسبة إليهما من أجل قسط من الراحة ينسيهما ضغط العمل والعودة إليه بإمكانيات أكبر، لذا هما يستعدان للسفر الى ايطاليا في غضون هذه الأيام. ومن خلال حديثنا مع بعض من تعودوا قضاء العطلة الصيفية خارج الوطن، أكدوا أن وجهتهم تبقى مربوطة بما لديهم من مال وفي حال لم يكفي فإنه فلا بديل لهم عن عطلة بأرض الوطن والتخييم بأحد شواطئها وبخصوص مكانة السياحة الداخلية عند البعض أكد "منير. ت" أنه سفره لقضاء العطلة بفرنسا ليس لأنه لا يحبذ قضائها في بلده ولكنه يرغب دوما في اكتشاف مناطق جديدة .