تتجه أنظار العائلات بعد الخروج من مناسبتي رمضان والعيد المباركين إلى التحضير للدخول المدرسي الذي يتطلب بدوره ميزانية أثقل من سابقيه، بحيث شرعت أغلب المحلات وحتى الطاولات في عرض المستلزمات المدرسية التي عرفت إقبالا من طرف الأولياء بغرض إنقاص بعض المستلزمات قبل فوات الأوان على غرار المحافظ المدرسية والمآزر وحتى الأدوات المدرسية لتفادي الوقوع في ميزانية كبيرة مرة واحدة مع اقتراب الدخول المدرسي الذي لا يكاد يفصلنا عنه سوى أقل من شهر. نسيمة خباجة تتخوف الكثير من العائلات من حالة العجز بعد اقتران ثلاث ميزانيات مرة واحدة، فبعد رمضان اصطدمت بميزانية عيد الفطر المبارك لتأتي بعدها الميزانية التي يتطلبها الدخول المدرسي خصوصا مع اقتراب موعده المدرسي ولم يتبق على بلوغه سوى أيام قلائل، فمن العائلات من شرعت في إنقاص المستلزمات الدراسية ووفرتها للأبناء على غرار المحافظ والمآزر لكي لا تسقط في فخ الخلط الذي واجهته أغلب العائلات فيما مضى بسبب توحيد لون المآزر إلى جانب اقتناء بعض الكراريس وحتى الكتب المدرسية القديمة حتى أن باعة الكتب القديمة هيئوا طاولاتهم، حتى باتت الطاولات تختلف باختلاف المناسبات، بحيث تماشت طبيعة السلع مع رمضان والعيد، ليأتي دور الدخول المدرسي واصطفت الطاولات بأنواع المستلزمات المدرسية من أقلام وكراريس ومقتنيات متنوعة خاصة بالدراسة. لكن ما لاحظناه أن أغلب الزبائن كانوا يشتكون من الغلاء، فسعر المحافظ صعد إلى 2500 دينار أما المآزر فتوفرت ب 700 دينار فما فوق، حيث مس اللهيب حتى المستلزمات المدرسية التي أتى دورها الآن بعد الفراغ من رمضان والعيد المباركين. وبذلك غلبت على كامل الأسواق أجواء الدخول المدرسي بعد أن اتجهت أنظار العائلات إليه، ومنها من شرعت في اقتناء بعض المستلزمات وإنقاصها بصفة تدريجية إلى غاية بلوغ موعد الدخول المدرسي. اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول الأسعار وأسباب اتجاههم المبكر نوعا ما للمستلزمات المدرسية فكانت دوافعهم مختلفة إلا أنهم أجمعوا على ارتفاع الأسعار وإلهاب جيوبهم من طرف الباعة الذين ينتهزون الفرص في كل مرة لأجل تحقيق الأرباح على حساب المواطنين وإثقال كاهلهم بنار الأسعار. إحدى السيدات عبرت بالقول أنها وجدت نفسها مجبرة على اقتناء بعض مستلزمات الدراسة لأبنائها وإنقاصها قبل الدخول المدرسي ورأت أن الأسعار هي جد مرتفعة لا تخدم مختلف الطبقات خصوصا بعد الخروج من ميزانيتين إحداهما أثقل من الأولى ويكون الدور في هذه المرة لميزانية الدخول المدرسي حتى أن أغلب العائلات لم تفق من الميزانيتين الأخيرتين. اقتربنا من بعض الباعة لتحري أسباب ارتفاع الأسعار إلى ذلك الحد فأجمعوا أن الأسعار تكون تبعا لنوعية المعروضات فالسلع الجيدة تبقى مرتفعة لتنخفض أسعار السلع العادية، ما وضحه بائع من شارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة الذي وجدناه يعرض المحافظ بمحله بسعر 2300 إذ قال إن جودة المحافظ التي يعرضها هي مضمونة وتختلف بكثير عن المحافظ بخسة الثمن التي لا تدوم صلاحيتها مطولا ويتمزق جلدها في لمح البصر، وأرجع ارتفاع سعرها إلى ذلك الحد إلى اقتنائها بنفس السعر من أسواق الجملة بالنظر إلى جودتها العالية، وأضاف أن من العائلات من تبحث عن الجودة في المستلزمات المدرسية وأخرى يغريها بخس الثمن.